بمنتهى الهدوء، تمضي منظومة الترتيب في جسد الإنسان...
القلب ينبض.., والعقل يفكر،..
الروح تتفاعل مع كل حي فيه.., من أعضائه الناطقة بلغاتها...:
العين بإبصارها...,
الأذن بسمعها...,
العرق بجريان الدم فيه...،
وتلك المضخة التي إنْ صمتت.., بطل دور القلب.. وإنْ هو ينبض...
بمنتهى الهدوء.., تعبِّر الروح في الجسد، عن حياتها فيه..
حتى إذا ما انطلقت لرحاب ربها...,
فقد الجسد هوية الانتماء لاسم حامله..
واتجهت جثته للتراب، فالفناء..
سرمد هي الحقيقة في منتهى هدوء سيرورة منظومة الحياة.., في جسد الإنسان...
النومة الصغرى, لا يتعطّل فيها مسار المنظومة، وإنْ غاب عن الإنسان وعيه...
لكنه لا يفقد الحياة فيه..,
وإنْ غادرت الروح لساعاتٍ هذا الكيان...
فهي عندما تؤوب عند اليقظة,...
فإنها تعيد الوعي فقط لهيكلٍ كان فيه كل شيء ينبض بالحياة فيه..., لا بالروح...
غير أنها في النومة الكبرى...
تتوقّف فيها منظومة الترتيب، لمسار الروح، ودور الحياة في الجسد..
الإنسان وحده، لا يملك التحكُّم في ذاته...
لا في روحه... ولا في حياته...
لا في جسده.. ولا في أي عضو فيه..,
حتى أصغر سلامة فيه... أو أوسع مسامة...
الإنسان وحده، كيف إن وظف تفكيره في حقيقة عجزه، حتى عن نفسه..؟
ترى...,
أيظل هذا الضارب الأرضَ بقدميه..,
الرافع للمناف أنفه..؟
بمنتهى الهدوء..,
إنْ أدرك..,
سوف يجلس مجرّداً من أنفته..,
متلبّساً بخشيته..,
حزيناً على انفلات مقود رغبته..,
متجهاً لبراءة دخيلته،..
وإضاءة بصيرته..