حياتك بالأحزان تُبْلَى وتُفْجَعُ
وحزنك في فقد الأحبة أوجع
ولكنها الأقدار حقُُّ قضاؤها
من السيف حين الفصل أمضى وأسرع
وليس لها ردُُّ ولا طاش سهمها
عن الخلقِ، والمخلوق راضٍ ومهطعُ
جرى القدر المحتوم في فقد قائدٍ
له سيرةٌ بالمكرمات تُرصَّعُ
يداوي مريضاً أنهك الداء جسمه
ويبني بيوتاً للمحاويج تُشْرَعُ
وكم فك مأسوراً وكم حلَّ عقدةً؟
وكان عن الأدنين لا يترفع
وكم وفَّق الآراء بعد تباينٍ
إذا انبتَّ عِقدُ الوصل سلطان يجمع
فقدناك يا سلطان والفقد مؤلـمٌ
لأنك في أحنائنا تتربع
فما وسعتنا الأرض بعد رحيلكم
بعيداً، ولكنْ رحمة الله اوسع
* * * * *
أبا متعبٍ طبتم عزاءً بفقده
وطاب عزاءً آل مقرن أجمع
كتبتَ دروساً في الوفاء فريدةً
إلى صفحة التاريخ تُهْدَى فتطبع
خرجت للقيا نعشه في اعتلالكم
وأبديت عزماً منك لا يتصدع
أيا خادم البيتين لادام حزنكم
إلى كنف المولى نبثُّ ونضرع
وفي حجم حسّ المرء يعظم حزنُهُ
ولكنه بالصبر يُجْلَى ويُقْشعُ
* * * * *
وطاب عزاءً فيه نايف أمننا
وفيٌّ كساه الحزن وهو يشيَّع
فسار يواريه الثرى متجلَّداً
يحطُّ فقيد الأمتين ويرفع
وطاب عزاءً فيه سلمان إنّه
تكلّف مالا يستطاع ويُصْنَعُ
يقدَّم درساً في الوفاء ونهجه
وصدقَ إخاءٍ وصله ليس يُقْطَعُ
فدمعته الحرّى بدت وترقرقَتَ
وقد كان عن بوحٍ بها يتمنَّعُ
فيا من رأيتم نفسه وانكسارها
ويا من رأيتم عين سلمان تدمعُ
فلا تعجبوا فالصحو تغشاه غيمةٌ
وتهتزُّ أطوادٌ ولا تتضعضع
* * * * *
وطاب عزاءً فيه كلُّ مواطنٍ
ومن جاء من خلف الحدود يودَّع
إلهي توجَّهنا إليك تضرُّعاً
ومن ذا الذي يرجي سواك وينفعُ
لتغسله منكم شآبيب رحمةٍ
وتكسوه غفراناً به يتلفَّعُ
* وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لشؤون الطالبات