|
صدر كتاب «العقلية الليبرالية» في رصف العقل ووصف النقل من تأليف عبدالعزيز بن مرزوق الطريفي ويقول في كتابه:
الأفكار لا يتضح صحيحها من فاسدها، وقويها من ضعيفها إلا بضربها ببعضها، فبالاقتران تتمايز المعاني والأجسام، ومن عجيب السنن الكونية أن الشيء إذا ضرب بشيء مماثل له على السواء انكسر الاثنان، كالزجاجتين والصخرتين، وإن اختلفا قوة أو هيئة انكسر الأضعف، وظهر الأقوى، وهكذا العقائد والأفكار.
وعلى هذا فالفكر الليبرالي ضد التقعيد والتأصيل، ومن ثمار ذلك أنه لا يوجد لديهم مقدس أو معظم من كتاب أو منظر لا يخرج عن قوله، وإنما هو عقل الفرد عليه تدور الأفعال والأقوال، وهذا سبب عدم فهم كثير من الناس لليبرالية وسبب الخطأ في تفسيرها أو الانسياق خلف صورة واحدة وترك الباقي.
وهذا الاضطراب أصبح عائقاً عن معرفة مقادير الصواب والخطأ عند معتنقي الليبرالية، فتسيرهم الشهوات والشبهات والأهواء والمصالح الخاصة لذواتهم ودولهم، والواحد منهم لا يعرف الأصول الجامعة لهذا الفكر والتي يندرج تحتها جميع الأجزاء، فهو لا يعتد بأي أمر من غير العقل الخاص، والأمر الخارج عن العقل مهما كان قائله لا يعنيه شيئاً، بل هو باطل، فهم يرون الانعتاق من المقدس، الذي يأخذ صورة الأمر والنهي ولو مخففاً، حتى بلغ بكثير منهم الترفع عن البداءة بالبسملة في الكتب والرسائل.