موسكو - سعيد طانيوس
أعلن ستيفان يوهانسون، رئيس مجموعة العمل المعنية بانضمام روسيا إلى منظمة التجارة العالمية، أمس الخميس، عن الموافقة على بروتوكول الانضمام وإحالة توصيات بشأن انتساب روسيا إلى عضوية المنظمة إلى اجتماع وزاري للمنظمة يزمع عقده في الفترة من 15 إلى 17 كانون الأول (ديسمبر) المقبل.
وأتمت روسيا مفاوضات الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية مؤخراً بالتوصل إلى اتفاق مع جمهورية جورجيا التي أبدت موافقتها على قبول طلب روسيا. وأصبحت جورجيا في الفترة الأخيرة العضو الوحيد في منظمة التجارة العالمية الذي وضع شروطاً غير مقبولة على انتساب روسيا إلى عضوية المنظمة. ويُعتقد أن جورجيا توقفت عن معارضتها استجابة لضغوط أعضاء آخرين يرون لهم مصلحة في قبول روسيا عضواً في المنظمة ومنهم الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية. وكان الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف قد حذّر من أن روسيا يمكنها العيش بدون منظمة التجارة العالمية في حالة ما إذا لم تتمكن من الحصول على العضوية في هذه المنظمة بسبب اعتراض بعض أعضائها. وبدأت مفاوضات انضمام روسيا إلى منظمة التجارة العالمية في عام 1993 , إلا أن المماطلة والعقد الأميركية والغربية عامة ومؤخراً الجورجية وجعلت هذه المفاوضات تمتد لأكثر من 18 عاماً. وكانت روسيا وجورجيا قد وقعتا يوم الأربعاء الماضي في جنيف اتفاقية حول انضمام روسيا إلى منظمة التجارة العالمية. وبتوقيع البروتوكول الخاص بهذا الشأن تكون العقبة الأساسية أمام موسكو نحو الانضمام إلى المنظمة قد زالت بعد جهود حثيثة بذلتها روسيا في السنوات الماضية. وكانت روسيا وجورجيا قد توصلتا عبر وساطة سويسرية في وقت سابق إلى اتفاقية ترضي الطرفين. وتشير الاتفاقية، على وجه الخصوص، إلى وضع مراقبين دوليين على الحدود البرية لتكون مهمتهم مراقبة انتقال البضائع بين البلدين. وكان قد تم الاتفاق على الصيغة النهائية لهذه الاتفاقية من قبل الطرفين يوم السبت الماضي. وتحاول روسيا أن تصبح عضواً في منظمة التجارة العالمية منذ العام 1993. وفي نهاية نيسان (أبريل) العام 2008 كانت جورجيا قد خرجت من عملية المفاوضات حول انضمام روسيا إلى المنظمة، معترضة على أوامر الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف برفع العقوبات الاقتصادية عن أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية. وكان الرئيس الجورجي ميخائيل سآكاشفيلي قد قطع العلاقات الدبلوماسية مع موسكو بعد «حرب الأيام الخمسة» في آب (أغسطس) 2008، واعتراف روسيا باستقلال أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية عن تبليسي، واعتبر الرئيس الجورجي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية أراض جورجية محتلة. ويذكر أن المفاوضات بين روسيا وجورجيا قد استؤنفت في آذار (مارس) الماضي بوساطة سويسرية.