|
الجزيرة - الرياض :
رفع أهل الطفلة الفلسطينية راوند حريزات أكف الضراعة بالدعاء بالخير والبركة والتوفيق لمملكة الإنسانية ولخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو ولي لعهد الأمير نايف بن عبد العزيز ولجميع الشعب السعودي الكريم بعد أن وفقهم الله للحج هذا العام؛ حيث كانوا من ضيوف المملكة العربية السعودية، كما تقدموا بالدعاء للأمير سلطان، وسألوا المولى العزيز القدير أن يتغمده بواسع رحمته؛ حيث أمر بزراعة القوقعة للطفلة راوند في مستشفى الملك عبد العزيز الجامعي بالرياض قبل تسعة أشهر، وأدخل الأمير نايف بن عبد العزيز أمر أمير الإنسانية حيز التنفيذ في وقتها، وأشرف بنفسه على عملية تركيب القوقعة السمعية للطفلة الفلسطينية التي تعاني ضعفاً شديداً في السمع، وذلك خلال رعايته حفل وضع حجر الأساس لمركز الأمير نايف لأبحاث العلوم الصحية بجامعة الملك سعود.
وتعود قصة راوند إلى يوم ولادتها؛ حيث اكتشف والداها أنها تعاني ضعفاً شديداً بالسمع في كلتا الأذنين، ونُصح والداها بإجراء زراعة قوقعة لها. وحيث إن هذه التقنية لا تتوافر في مدينة الخليل الفلسطينية فقد بحث والداها في كل مكان، وتعرفا على كرسي الأمير سلطان بن عبدالعزيز لزراعة السماعات التابع لجامعة الملك سعود وما حققه من إنجازات عالمية؛ فلم يترددا بعدها بالرفع إلى الأمير سلطان، الذي أمر بتحقيق رغبة والديها وبعلاجها في مستشفى الملك عبدالعزيز الجامعي، ومن ثم تم تسهيل وصول الطفلة وعائلتها إلى المملكة العربية السعودية في وقت قياسي, وتم إدخالها المستشفى وإجراء جميع التحاليل والأشعة اللازمة واستشارة العديد من المختصين، ومن ثم تم إجراء العملية بعد التأكد من قابلية الزراعة لدى الطفلة. وقد استغرقت العملية ساعة ونصف الساعة، وتكللت بالنجاح، وتم تركيب الجهاز خلال أسبوع من إجراء العملية, وخلال فترة بسيطة لاحظ والداها انتباهها للأصوات وابتسامتها، كما أهدت جامعة الملك سعود لراوند جهاز كمبيوتر يحوي برنامجاً رناناً، وهو أحد إنجازات كرسي الأمير سلطان، وذلك بالشراكة مع كلية الحاسب الآلي. ويساعد هذا البرنامج الجديد في تأهيل مرضى زراعة القوقعة بطريقة مبتكرة تجذب الأطفال، وتحببهم في برنامج التأهيل.
وبعد تحقق حلم والدي الطفلة راوند بسماع ابنتهما تقدما للأمير نايف بأن يحقق لهما حلم رد شيء من المعروف والدعاء للأمير سلطان في حجهما هذا العام، وذلك بالسماح لهما بالحج، فإذا بالبشارة تأتيهما بالسماح بالحج لهما ضيفَيْن على مملكة الإنسانية هما ووالديهما، فلم تكن إلا الدموع الغزيرة تعقد اللسان عن البيان، قائلين «جزاكم الله عنا خيراً». إنها كلمات من قلب والدي راوند. وقبل مغادرة العائلة إلى الخليل تقدما بالدعاء للملك عبد الله بن عبد العزيز على ما يقدمه من خير للحجيج، وتقاسما الأحزان معه في وفاة أمير الإنسانية، كما شكرا الأمير نايف على ما أكرمهما به، وهو أكثر من أمانيهما, وباركا للشعب السعودي قيادته الحبيبة على جميع الأمتَيْن العربية والإسلامية.