إن تعيين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء لأكبر دليل وأسطع برهان على أن تحول السلطة في بلادنا يمر بطريقة متسقة وهادئة بعيدة عن التشنجات مقارنة بالوضع في بلاد عديدة حولنا. والأمير نايف خير خلف لخير سلف، وله من الخبرة والممارسة في أمور داخل الوطن وخارجه ما يجعل الجميع متفائلاً مطمئناً. إن بلادنا بفضل من الله وتوفيقه في أيد أمينة ومخلصة، وإن ولاة أمورنا من نسيج مجتمعنا، وهم «منا وفينا». يعلم الجميع أن من أهم أسباب عدم الاستقرار السياسي والمجتمعي في كثير من البلدان يعود إلى الصراع بسبب المناصب السياسية والكراسي القيادية، على الرغم مما يعد من وسائل وطرق لتحول السلطة وتسلم المسؤولية، ونحن مجتمع يثق بعد الله بولاة أمره الذين هم من ذلك المجتمع وإليه، مجتمع أسس على التقوى. ومنذ تأسيس الكيان السعودي وحتى وقتنا هذا، كان التحول وتسليم السلطة بحمد من الله وفضله سهلاً وميسراً بسبب الأسس والقيم الراسخة في مجتمعنا؛ نبايع ولي الأمر الذي نثق به، وهو بدوره يتخذ القرارات المناسبة لرعيته ولوطنه، وهو قبل ذلك وبعده ليس غريباً ولا بعيداً عنا، بل إننا نشعر من خلال ولي أمرنا -حفظه الله- نبض الوطن وإيقاعه.
كما أن تعيين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وزيراً للدفاع لأمر يستحق الإشادة، سمو الأمير خير خلف لخير سلف، صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، سمو الأمير سلمان كان أميراً للرياض بعد سمو الأمير سلطان، وها هو يخلف أخاه في منصب مهم آخر. أصبحت الرياض «المنطقة والمدينة» تقترن باسم سموه، لقد تحولت الرياض العاصمة إلى مدينة عصرية تضاهي مدناً عالمية كثيرة. ألم يكن المبادر في تأسيس «الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض» وبناء «الحي الدبلوماسي» الذي كان العامل المهم في انتقال السفارات إلى مدينة الرياض؟ أحب سمو الأمير سلمان مدينة الرياض العاصمة الوطنية؛ فأصبحت معشوقته والقريبة إلى قلبه وهي كذلك معشوقة الكثيرين من أبناء الوطن والعاملين فيها من خارجه. استطاع سموه أن يحقق نجاحات وأولويات للرياض، الرياض الجميلة بشوارعها الفسيحة وبحدائقها ومرافقها وبنياتها التحتية ومدارسها وكلياتها وجامعاتها ومراكزها العلمية والثقافية ومنتدياتها الأدبية ومستشفياتها ومراكزها الطبية. ألم تصبح مدينة تشد الرحال إليها؟ تقدم الرياض أسمى التحايا لسموه تقدمها لابنها البار الذي قدم لها الكثير والكثير، كما أن الوطن يرحب به في موقع مهم آخر، هو أهل له: وزارة الدفاع التي سلم خادم الحرمين المليك المحبوب له حقيبتها؛ فهنيئاً للوطن به.
وفق الله ولي العهد وسمو وزير الدفاع وسمو أمير منطقة الرياض الأمير سطام بن عبدالعزيز وأعانهم في مهماتهم الجديدة، ورحم الله الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وجعل ما قدمه لوطنه وأمته في موازين أعماله، ووفق الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لما يحبه ويرضاه، وجعل الله وطننا في أمن ورخاء دائمين وسائر أوطان المسلمين.. يا رب العالمين.
alshaikhaziz@gmail.com