أفرح كلما وجدت أن وزارة التجارة بدأت تفعّل عقوبة التشهير بالتجار والباعة الذين يثبت تلاعبهم بالأسعار، وآخرها الإعلان الذي نشرته الصحف عن أحد الباعة الذي بلغ جشعه أن وصلت زيادة أسعاره أكثر من 90 % وما أكثر أمثاله.
إننا نستشرف من وزارة التجارة الحزم والاستمرار في تفعيل عقوبة التشهير فهي أقوى تأثيراً وردعاً من الغرامات التي مهما كان حجمها فهو لا يقارن بما يحققه التجار من أرباح.
لقد كان الأمر الملكي الكريم واضحاً في ملامسة مشكلة ارتفاع الأسعار وفي تشديده على عقوبة التشهير، لإدراكه تأثيرها الكبير حيث كما جاء الأمر الملكي الذي نص على عقوبة التشهير.
(بأن على الوزارة المسارعة في إيقاع الجزاء الرادع على المتلاعبين بالأسعار والتشهير بهم دون تردد كائناً من كان المخالف مع عدم التسامح أو التراخي أو التساهل في هذا الشأن المهم فمصلحة المواطن فوق كل اعتبار).
تُرى هل أقوى من هذا الأمر من ولي الأمر الملك عبدالله الحريص على أن ينعم المواطن بعيش رغيد، وأن يؤمن متطلباته بأسعار معقولة.
يبقى الآن دور المواطن والمقيم للإسهام في تطبيق هذا الجزاء على من يبالغون بالأسعار ووزارة التجارة- للحق- لا تستطيع أن تجعل على كل (دكان) أو شركة مراقباً وإلا لتطلب توظيف ثلث سكان المملكة فقد أصبح في مدننا وقرانا ما بين كل دكان ودكان دكان.
يبقى دورنا بوصفنا مستهلكين لنراقب ونبلغ وزارة التجارة وفروعها في كل المناطق وذلك عندما نرى ارتفاعاً كبيراً في السعر أو غشاً في بضاعة، وقد أعلنت الوزارة عن أرقامها وفروعها.
أيها السفر: نهرب منك إليك..!!
العمر ليس أكثر من لحظات..
وهي إما أن تكون محملة فرحاً.. وألقاً.. أو تكون مستبطنة ترحاً.. وظلاماً.. والارتحال من مكان إلى مكان.. ومن زمان إلى آخر.. ومن وجوه إلى وجوه أخرى إنما هو نمط من البحث عن الجديد أحياناً.. والهروب أحياناً أخرى..!
دارت هذه (الهواجس) في ذهني وأنا أشهد (الطيور المهاجرة) تعود إلى منازلها.. ومقاعد مكاتبها وأدراج مدارسها.
إن السفر- بحد ذاته- ليس بالضرورة أن يحقق كل أنماط المتعة التي نحلم بها.. أو الارتياح الذي ننشده.. بل إنه - أحياناً- يكون كما يقول العقاد: (فراراً من متاعب قديمة إلى متاعب جديدة).
لكن المتعة تجيء هنا في نسيان المتاعب (العتيقة) والاستمتاع أو بالأحرى الانشغال بالمتاعب الجديدة..!!
إن السفر - بحد ذاته- عالم جميل.. جميل سواء كان عبر الديار.. فوق الأجواء.. أو بين الصحراء.. أو في مدارات (الأجفان والعيون).
شيء آخر في السفر هو أنك قد تكسب به أعز الأصدقاء.. وقد تخسرهم أيضاً.. وهنا لا يبقى من السفر إلا ذكرى هذا الفقد.. وإن كان فقد بعض الناس أحياناً يكون راحة لعينيك.. وعافية لوجدانك..
أيها السفر ما أمرك وما أحلاك.. إننا نهرب إليك.. لكننا -أيضاً- قد نهرب منك.. وما أقساك عندما تأخذ- الغالين علينا لتنفيهم في مدائن الغربة..
وتنفينا نحن في مدن القلق والاشتياق.. أيتها (الطيور المهاجرة)!.
ترحلين بحثاً عن دفء تحسين أنك افتقدته وتعودين بحثاً عن جفن ارتياح تسكنينه..
قبطانك إرادتك!
بعض الأحبة من الزملاء والأصدقاء تأتي منهم رسائل نصية لطيفة مثل أ. الكاتب محمد السحيمي و أ. الكاتب أ. عبدالله الجميلي... آخر رسالة وصلتني من أ. الجميلي هذه الرسالة اللطيفة التي تحمل رؤية حكيمة.
(حياتك بحر.. ووقتك سفينة.
والقبطان لها إرادتك
فإذا لم تتحكم في سفينتك.
ابتلعتك أمواج البحر)
آخر الجداول
للشاعر د. عبدالعزيز محيي الدين خوجة الذي يهرب من (صقيع الإدارة) إلى دفء العبارة شوقاً لري يطفئ ظمأ روحه: هذه مقطوعة مختارة من آخر قصيدة للشاعر:
(أنا الذي فتحتُ أضلعي له أسكنته
جمال جنَّتي ودفء رقتي، أَسقيته نبع الحنان
أنا الذي ظننتُ أن عشقنا
أسطورة الوفاء في الزمان
من المحال أن تساقط النجوم والقمر
من المحال أن ينال حبنا الردى)
hamad.alkadi@hotmail.comفاكس: 4565576