|
جدة -عبدالله الدماس-تصوير أحمد قيزان
أقامت وزارة الثقافة والإعلام مساء أمس الأول في جدة حفلاً تكريمياً لضيوفها المشاركين من مختلف الوسائل الإعلامية في تغطية ونقل شعائر حج هذا العام، بحضور معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة وصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن سلطان بن عبدالعزيز نائب وزير الثقافة والإعلام للشؤون الإعلامية ومعالي نائب وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالله الجاسر.
وقد بدأ الحفل بالقرآن الكريم، ثم ألقيت كلمات الوفود، وألقى كلمة القارة الآسيوية حامد مير وكلمة القارة الإفريقية الدكتور سليمان بوبا وكلمة الوفود العربية عماد الدين حسن وكلمة القارة الأوروبية فرانك جوزيف، أعربوا خلالها عن سعادتهم الغامرة بنجاح العملية الجراحية التي أُجريت لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله -، كما قدموا تعازيهم الحارة في وفاة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، سائلين المولى - عز وجل - أن يتغمده برحمته، وأن يسكنه فسيح جناته.
كما عبروا عن خالص التهاني والتبريكات لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود على اختيار سموه ولياً للعهد وتعيينه نائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للداخلية، متمنين لسموه التوفيق والنجاح فيما أوكل إليه.
وعبَّروا في كلماتهم عن إعجابهم الشديد بما لمسوه أثناء تأديتهم مناسكهم من تطور وإنجازات في المشاعر المقدسة كتوسعة الحرمين الشريفين والمسعى وقطار المشاعر التي كان لها الأثر الكبير في أن يؤدي الحجاج مناسكهم بيُسر وأمن وأمان وراحة، مرجعين الفضل في ذلك إلى الخالق - عز وجل - ثم لما وفرته حكومة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - الذي لم يدخر وسعاً في سبيل توفير الإمكانات لخدمة بيوت الله سائلين العلي القدير أن يجزيه خير الجزاء نظير ما يقوم به من جهد لخدمة الإسلام والمسلمين في مختلف أنحاء العالم.
وقدموا الشكر لوزارة الثقافة والإعلام على إتاحتها قضاء أيام مباركة في رحاب المشاعر المقدسة متجردين من كل ما يتعلق بهموم الدنيا، مشيدين بالجهود الجبارة التي تقدمها المملكة العربية السعودية حكومة وشعباً كل عام من أجل إنجاح موسم الحج.
وأوضحوا أن الحج تجربة غير قابلة للقياس؛ لأنه لا يوجد حدث مماثل في العالم يساويها من خلال الدقة في التنظيم والمشروعات العملاقة التي أُقيمت في المشاعر.
وعبَّروا عن المعاني التي عاشوها ومشاعرهم أثناء الحج كالإخوة وحقيقتها التي يستطيع المسلم أن يعيشها حقيقة عندما يلتقي إخوانه من جميع أنحاء العالم، مؤكدين أن موعد الحج هو الذي يعبِّر عن عظمة الدين الإسلامي الحنيف الذي يلتقي فيه المسلمون جنباً إلى جنب بغض النظر عن اللون والجنس واللغة غير لغة ذكر الله وقراءة القرآن والتلبية والتكبير، والمعنى الثاني التعارف والتواصل بين الثقافات المختلفة والتعارف أيضاً مع إخوانهم أهل المملكة العربية السعودية من خلال التعرف عليهم والالتقاء بهم والتعامل معهم وتبادل الأفكار والثقافات، خاصة موظفي وزارة الثقافة والإعلام الذين قدموا نموذجاً حضارياً وحقيقياً عن الإسلام، يتمثل في طبيعة الإسلام الذي يدعو إلى الوسطية والسلام، ويدعو إلى المحبة والحوار مع الآخر، وينبذ العنف والصراع.
وقدموا في كلماتهم الشكر للأئمة والمشايخ الذين رافقوهم في المشاعر والذين أرشدوهم وقدموا لهم دروساً عن مقاصد الحج والشعور العظيم الذي يمثله المرور بالمحطات الروحانية التي مر بها الأنبياء ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم آخر الأنبياء والمرسلين.
عقب ذلك ألقى معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة كلمةً، نقل خلالها تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا - حفظهما الله - وتمنياتهما للمشاركين كافة بالقبول الحسن والعودة إلى بلادهم سالمين غانمين.
وأكد معاليه أن ما قدمته أجهزة الدولة مشتركة ومتضامنة معاً بتوجيه خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين جعل الحج يمر بكل سلاسة ويُسر.
وقال معاليه: «ليس من مظهر تتأكد فيه صورة الأمة الواحدة سوى هذا المظهر العظيم الذي عشتموه واقعاً وروحاً، وقد تخليتم عن كل أثر من آثار الفُرْقة والخلاف».
وأضاف معاليه قائلاً: «النداء واحد، والزي واحد، والقلوب تلهج بالدعاء إلى الله أن يقبل حج من قصد بيته الحرام، وغادر خلفه الأهل والولد والوطن، وقطع المسافات الطويلة؛ ليجدد العهد بالله، ويؤكد عقيدة التوحيد الحنيفية السمحة التي استودع سيدنا إبراهيم - عليه السلام - من ذريته في هذه الأماكن الطاهرة؛ ليأتي خاتم الأنبياء سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - بالرسالة الخاتمة، يدعو إلى توحيد الله».
ومضى معاليه يقول: «لقد شرفني الله - تبارك وتعالى - بالحج معكم إلى البيت العتيق، كنت أتأمل ذلك النسيج البشري المبارك، وفي لحظة نورانية مشرقة استعدت جانباً من جوانب الحج.. تذكرت قوافل الحجيج إلى البيت العتيق».
وأردف قائلاً: «كم عالم وكم أديب حج، والتقى في هذه الأرض الطيبة بإخوة له من العلماء والمؤلفين والأدباء، فكانت بيئة الحج مؤتمراً ثقافياً إسلامياً عالمياً، ويا لها من أزمنة عظيمة، تلك الأزمنة التي انصرف فيها كوكبة مباركة من سلف هذه الأمة للبحث والتأليف والإجازة، وما أمتع تلك الرحلات التي احتفل بها تاريخنا الثقافي، وعرفنا من خلالها جوانب ضخمة من تاريخ الثقافة والفكر، رأينا كيف التقى عالم مغربي بعالم مشرقي، وكيف أجاز عالم عالماً، فكان الحج جامعة كبرى للعلوم العربية والإسلامية، وكانت ثقافة الحج أشبه شيء بالشبكة العنكبوتية، قبل زمن الإعلام والاتصال».
وتساءل معاليه «ما الذي اختلف في حاضر الثقافة في الحج؟». وقال: «اختلفت الوسائل الثقافية من مطبعة ووسائل إعلام، وثورة ضخمة في تقنية المعلومات والاتصال، وتقلصت رحلة الحج من أشهر طويلة إلى أيام معدودة، وقد يلتقي المثقفون في مناسبات لا تشبه ما كان عليه أسلافهم، وقد لا تواتي الفرصة أديباً أو مؤلفاً كي يكتب كتاباً إلى جوار البيت العتيق.. كل ذلك اختلف، وكل ذلك تغير، لكن الذي ظل ثابتاً لم يتغير ولم يتبدل هو ما تكنه القلوب، وما تلهج به الألسنة، هو الشوق إلى هذه الأمكنة الطاهرة المباركة، والحرص على أداء هذه الشعيرة المعظمة، والفوز برضا الله تعالى».
وشدد معاليه على أمانة الكلمة وشرف الرسالة الإعلامية في كل وقت، وفي كل زمان، وقال: «ما أحوجنا إلى أن نعرف للرسالة الإعلامية جلالها ودورها، فالإعلام ليس له من رسالة سوى أن يكون بانياً، يبني الأفراد والأمم، ويضع معالم لأمة عظيمة مستمسكة بثوابتها، تؤمن بالحوار، وتدعو للسلام».
وزاد معاليه قائلاً: «ما أحوجنا، ونحن نشهد ما يلم بأمتنا، أن نستشعر أمانة الكلمة، ولنتق الله فيما استؤمنا عليه من واجب تبصير شعوبنا وأوطاننا إلى سبل الخير والنجاح، ورُبّ كلمة أشعلت فتنة، ورُبّ كلمة أطفأتها، فليكن إعلامناً بانياً، وليكن إعلامنا منتمياً إلى شجرة الأخلاق الإسلامية الفاضلة».
وعبَّر معاليه في ختام كلمته عن شكره وتقديره للعاملين في وزارة الثقافة والإعلام كافة، مقدراً الجهود الكبيرة التي بذلوها في حج هذا العام، ومتمنياً لهم التوفيق والسداد.
وقد رفعت الوفود الإعلامية المشاركة برقية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - عبروا فيها عن شكرهم وتقديرهم للحفاوة وحسن الاستقبال وكرم الضيافة التي قوبلوا بها أثناء تغطيتهم ونقلهم مشاعر حج هذا العام، مشيرين إلى أن ما شهدوه من خدمات وتسهيلات نوعية متميزة في مختلف المستويات التي قدمتها المملكة العربية السعودية أسهمت بفضل الله تعالى في أداء الحجاج مناسكهم براحة واطمئنان.
وعبَّر المشاركون في برقيتهم عن تقديرهم للمبادرات الجليلة لخادم الحرمين الشريفين في سبيل توحيد كلمة المسلمين وتشجيع الحوار بين أتباع الأديان والثقافات في العالم وبين المسلمين أنفسهم. مستشهدين في هذا الصدد بقول خادم الحرمين الشريفين في حج هذا العام «ليتخذ المسلمون في كل مجتمعاتهم من الحج وسيلة للتعلم؛ فمن غايات الحج العظمى الوحدة والتضامن ونبذ الفرقة والتشاحن».
وقالوا إن دعوته - وفقه الله - قادة وشعوب الدول العربية والإسلامية إلى الاعتصام بحبل الله جميعاً ونبذ دواعي الفرقة لتفويت الفرص على أعداء الأمة دليل على استشعاره الأمانة وحجم المسؤولية.
ودعوا الله سبحانه وتعالى أن يمُنّ على خادم الحرمين الشريفين بموفور الصحة والعافية وللمملكة العربية السعودية دوام التقدم والازدهار، سائلين الله سبحانه وتعالى أن يتغمد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز برحمته، وأن يوفق صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا في تحمل المسؤوليات الجسام التي اختير لها.
حضر الحفل وكلاء وزارة الثقافة والإعلام وكبار المسؤولين وعدد من الأدباء والمثقفين ورجال الإعلام والصحافة.