صدر مؤخرا في أمارة دبي-الإمارات العربية المتحدة تقرير المعرفة، بشراكة بين برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومؤسسة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وكشف التقرير المذكور أرقاما مخجلة ومحرجة عن شبابنا العربي بصورة عامة، والشباب الخليجي خاصة أبرزها أنه لا يزال هناك (ستين مليون أمي عربي)، وأكثر من (60%) ستين بالمائة منهم من النساء، ومايقارب (تسعة ملايين) طفل في عمر المدرسة، خارج أسوار المدرسة. ويظهر التقرير الآنف الذكر أن سبع دول عربية فقط هي (دول مجلس التعاون الخليجي العربي وليبيا) في فئة الدول ذات التنمية البشرية العالمية، في حين لا تزال بعض الدول العربية بعيدة عن ذلك كثيرا مثل جزر القمر-جيبوتي-موريتانيا-السودان-واليمن-بالإضافة إلى الدول التي تعاني من الصراعات والنزاعات الداخلية والاحتلال كالعراق وفلسطين والصومال. ويرصد تقرير المعرفة العربية أن حوالي نصف المجتمعات العربية قد أخفقت في تحقيق معدلات التحاق مرضية بالتعليم عند جيل الأطفال والشباب الحاليين، خاصة مع وجود نحو (9) تسعة ملايين طفل في الدول العربية خارج أسوار المدارس. وإذا كان هناك نتيجة نهائية يمكن الخروج بها من هذا التقرير فهي أن الأمية في المجتمعات العربية هي سيدة الموقف، وأن العرب وخاصة الشباب لا يريدون بل لا يرغبون في القراءة على الرغم من أنهم (أمة اقرأ) ونزلت رسالتهم السماوية وهي تحضهم على القراءة والتعلم والمعرفة...لكنهم لا يقرؤون مقارنة بالشعوب المتحضرة الراقية...فلماذا يا ترى هذا الإجحاف والرفض للقراءة؟؟؟ في اعتقادي أن رفض القراءة ليس موجها بصورة دقيقة للشباب العرب فقط بل ربما لجميع العرب كبارا وصغارا...نساء ورجالا!!! ولكن ما يهمني شخصيا هو جيل الشباب، حيث يكثر الحديث اليوم عن الشباب والخطاب السياسي والاقتصادي والإعلامي والديني والاجتماعي اليوم أضحى للشباب فهم عماد الأمة ووتد الوطن وحمايته، وفي كل مكان يغدو الشباب محط الأنظار، وفي كل مساحة ومناسبة في عالمنا العربي والإسلامي يتوجه الجميع للشباب...وقد تعلمنا ونحن شباب أن (الجهل يهدم بيت العز والكرم)، وتعلمنا أيضا ونحن شباب أن الإساءة الكبرى لأي مجتمع أو أي دولة أو أمة هي أن تصفها بالجهل...ونحن نعلم أنه لا اعتبار لجاهل، من الرجال، وهو ميت قبل أن يموت. والجاهل أيضا فإن قبل أن يفنى. بينما العالم والأديب والمثقف والشاعر والكاتب باق وإن مات. أنا شخصيا ومن خلال معرفتيقربي من الشباب السعودي (ولي منهم أربعة أولاد) أعرف طموحاتهم إلى العمل والجد والمثابرة، ويتأملون دائما إلى المستجدات ويكرهون تضييع أوقاتهم في الكلمات الفارغة، وهم بالفعل يحبون الفرح والمرح البريء لأنه يكره النفوس المريضة الحزينة، وتستهويهم التغييرات لأنهم غض طري يحبون الحق ويؤمنون به. والشباب السعودي يستنشقون عبق الحرية في بلاد الحرية والأمن والسلام...كما يتنفسون النسيم العليل والهواء الصافي النقي...وقراءة شبابنا السعودي لا تأتي من خلال الكتب والمجلات والصحف...ولكن اطلاعاتهم من خلال الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) والتي توفر لهم كل أنواع برامج المعرفة والثقافة.
farlimit@farlimit.com