رفع القلم عن ثلاث: (الصبي حتى يحتلم، والنائم حتى يستيقظ والمجنون حتى يفيق) أخرجه أبو داود، وفي قول آخر إن التكليف في الشرع تناول عقلاني، وخطاب من لا فهم له ولا عقل. محال. إذن يتطلب الشرع في كل فعل توافر أهلية التكليف بأن يكون بالغاً وعاقلاً، فما هو سن البلوغ في الشافعية: سن البلوغ في الشافعية، سن البلوغ لكل من الذكر والأنثى بخمس عشرة سنة، أما لدى الحنفية فسن البلوغ هو ثمانية عشر عاما للذكر أما الأنثى فسبع عشرة سنة، ولكن لدى المالكية والحنابلة فسن البلوغ للذكر والأنثى معاً: الثمانية عشر سنة والمعول عليه في منح الأهلية هو بلوغ سن الرشد والتمييز العام الفرعي يتحدد بمووجبه الظروف ومستوى الإدراك، والأحوال النفسية والعصبية التي تمكنه من التمييز والاختبار السليم لأنه بناء على توافر هذه الدلائل والعلامات بتحمل الفرد نتائج أفعاله وسلوكه؛ ويرجع ذلك لكون الاحتلام حداً للبلوغ شرعاً حيث يشير لكمال العقل، مما يختصه للمسائلة الجزائية الكاملة.
ومن المتفق عليه لدى أخصائيي البيولوجي والأطباء ذوي الاختصاص أن سن البلوغ لدى الذكور اثنى عشر عاما والإناث تسع سنوات وتحسباً لاحتمالية التأخر في الاحتلام فتكون النقطة الفارقة هي الخامسة عشرة، وأخذت المملكة بهذا الاعتبار حتى عام 1395هـ ثم تحولت إلى سن الثامنة عشرة باعتباره سن البلوغ واكتمال الإدراك وإمكانية الاختيار الواعي وما يترتب عليه من مساءلة عن الأفعال وما يقتضيه من جزاء.
والرأي لدينا أنه ليس بالبلوغ وحده يمكن الفصل بين حالة الرشد وعدم الرشد ولكن يضاف إليه إمكانات التحول العقلي والتمحور النفسي فضلاً عن خبرة الحياة، ومن يتأمل في الواقع المعاصر يرى مدى التحديات التي تواجه الفعل الإنساني إبداع معرفي، ثقافة علمية، تطور تكنولوجي، تنظيم سلوكي.. الخ.
وبفعل هذه التحديات وغيرها صار الخيال حقيقة بموجب المسألة التالية، فكرة - إبداع وعبقرية - شيء جديد وممتع.
هكذا واقع العصر وما يشتمل عليه من إبداعات مهارية في فضاء الحداثية وما بعدها، وتأثيره في مساحات الشعر الواعي بما يفرض انعدامية الجهالة، وترقى إمكانات التبصر، والدفع بدواعي النماء في منظومة الشخصية، وتطوير أنساق المحيط.
ونلحظ هذا عن كثب في شخصية الفرد السعودي المنتظم في مسيرة التعليم والمشمول بمجالات الرعاية الواجبة صحية وإعاشية.
إذن في ضوء هذه المعطيات ألم يكن مناسباً طرح قضية العودة كي يكون سن الخامسة عشرة هو مناط المسؤولية إنها قضية للنقاش وإبداء رأي السادة الخبراء والمختصين لإنارة الطريق أمام صناع القرار.