المتــابــع لإحصائيات الحجاج؛ يجد أن الأعداد تتزايد عاما بعد آخر حتى وصل إلى ما يربو على ثلاثة ملايين حاج هذا العام، ومن المتوقع زيادة الأعداد أكثر في الأعوام القادمة بإذن الله.
ويعد موسم حج هذا العام ناجحا بجميع المعايير قياسا على الأحداث السياسية والاقتصادية العالمية غير المستقرة، مما كان يستدعي المزيد من القلق من لدن القيادة التي تحرص على راحة الحجاج وعدم تعكير صفو حجهم. والسعي لتوفير الإمكانات الأمنية والخدمية التي يمكن أن تساهم بشكل مفصلي في نجاح كل ما يتعلق بخدمة وراحة الحجيج وتمكينهم من أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة.
وليس مثل الأمن حاجة ومطلبا، وهو الذي تنضوي تحته جميع المطالب. فلا أداء لمناسك دون أمن، ولا طواف ولاسعي ولا رمي للجمرات ولا مبيت ولا هدي دونه. فكان هو المؤشر للنجاح. وحين حصل، فقد تحقق التفوق.
ولاشك أن نجاح الموسم جاء نتيجة الدراسات والخطط وورش العمل التي تسبقه، والاستفادة من جميع الخبرات التراكمية والتجارب السابقة والتنبؤات والاحترازات التي تتضمنها خطط الحج الأمنية والخدمية السابقة، فضلا عن تكاملية منظومة الخدمات التي شاركت فيها جميع الجهات المعنية بالحج الصحية والخدمية والأمنية والإعلامية. وكان لخبرة المسؤولين وعزيمتهم ونواياهم الصادقة، وإرادتهم ومهارتهم في التخطيط الدؤوب لمدة عام كامل والتنفيذ على الأرض أثر في عوامل النجاح، وجعل الحج أمرا سهلاً وميسورا. وهو ما يؤكد أن الإعداد الجيد لموسم الحج بصورة مبكرة يؤدي إلى نتائج أفضل.
كما ساهمت في النجاح الخطط المحكمة للتصعيد والنفرة والتفويج إلى جسر الجمرات، وتشغيل قطار المشاعر وجسر الجمرات بكامل طاقته التشغيلية الذي استقله ما يقارب نصف مليون حاج، وكان من أسباب النجاح أيضا الحركة الترددية التي طبقت بكل دقة، وتطوير الخطط المرورية وحجز المركبات المخالفة وتلافي السلبيات السابقة، وتخصيص طرق خاصة بالمشاة مما أدى إلى تيسير تنقلاتهم بين المشاعر، وكذلك تعاون مؤسسات الطوافة وحجاج الداخل في إلزام حجاجها بعدم الخروج لرمي الجمرات وقت الذروة مما حدّ من التدافع والزحام وجعل العمل أكثر دقة وإنجازاً ونجاحا. كما أن إشادة القيادة بجهود جميع العاملين على كافة المستويات تعد حافزاً كبيراً نحو الإنجاز. إضافة إلى الإحساس بالواجب الديني واستشعار المسؤولية الأخلاقية والوطنية من لدن رجال الأمن تجاه ضيوف الرحمن وخدمتهم ومساعدتهم مما أدى إلى تقديم أرقى الخدمات المتميزة لهم والتفاني من أجل ذلك.
وفي كل عام يلمس الحاج النظامي خدمات وتحسينات جديدة يستحقها، وهو جدير بها فيعود لبلده مثنياً ممتناً شاكراً، ويعود كل من ساهم بذلك مبتهجاً راضياً.
وفي ختام الموسم، ندعو الله سبحانه وتعالى بأن يزيد بيته الحرام تكريما وتشريفا ومهابة، ويضفي على بلادنا أمنا واستقرارا، وأن يتقبل الله من كافة العاملين ومن جميع الحجاج والمعتمرين العمل الصالح.
rogaia143@hotmail.comwww.rogaia.net