قبض على معمر القذافي وتعددت الروايات حول كيفية مقتله، وبدأ عصر جديد في ليبيا. فيما البعض يناقشون من غرفهم المكيفة، هل قتل لأنه أسير أو قتل لأنه كافر..؟، فيما قتلته الثورة الليبية أولا، وهي اليوم تعلن نجاحها الكامل ونهاية عهد دموي وغير إنساني حكم الليبين لأكثر من 40 عاماً.
وكعادة عربية حديثة على مستوى القادة، عثر على زعيم عربي آخر في مخبئ تحت الأرض، هذه المرة في «مسرب للمياه» -،أو حسب الرواية الرسمية « في إحدى أنابيب الصرف الصحي»!.
نهاية لا يمكن لها إلا أن تكون عبرة لحاكم عربي يكذب بلا حدود، همش العقل، ومارس التطهير البشري، والقتل ونهب الثروات.
للعرب قصة مع «سحل»، وسحب وتمزيق جثث الزعماء في انقلابات تاريخية سابقة، لكنها لم تكن تؤسس أبداً إلا لعصر آخر أكثر عنفاً.
رحل القذافي الذي تحكم بثروة أمة، رحل معدما وبلا كفن لائق، وقتل شر قتلة كما ظهر للعالم. والحقيقة كم كنت أتمنى أنه لم يقتل هكذا، وتمت العناية به وفق الأصول القانونية والإنسانية، بصرف النظر عن قبح جرائمه.
ولو تمت محاكمته بشكل علني، حتى يستحق جزاءه، وليست رغبتى هذه نابعة من شخصية القذافي الكاريكاتيرية المهرجة، التي كانت ستقدم عرضاً ساخراً للعالم.
لكنى كنت أرغب أن أجد الثورة الليبية تقدم نموذجاً للعدل حتى مع الطاغية وأهل الظلم.
كنت آمل أن تكون محاكمة القذافي محاكمة القرن إلى جانب صدام حسين، ولم أرغب أن تكون نهايته مثل الهالك بن لادن ومن بعده من قيادات تنظيم القاعدة الإرهابي.
كنت أتمنى لو كان الثوار الليبيون اعتنوا بالقذافي بشكل لائق طبياً، وتم إيقافه لمحاكمته وفق الأصول القانونية والعدلية الدولية، ليقدموا نموذجاً راقياً يختلف عن نموذج الطاغية الذي يقتل شعبه ومعارضيه دون محاكمة أو سؤال.
مهما كانت حجم الخسائر التي تسبب بها الدكتاتور، وحجم الغضب الشعبي، إلا أن منحه الحق في محاكمة نزيهة وعادلة، هو تأسيس لمرحلة جديدة من العدالة القانونية، والتي تمنح الجميع الحق في محاكمة عادلة مهما كان حجم ما ارتكبوه من جرائم وأعمال، طبقا لأبسط مبادئ حقوق الإنسان.
عموما قتل القذافي، ونشرت صوره، مات بذل متناهٍ، إنها نهاية الدكتاتور، وبعد صدام والقذافي، سنرى من يكون التالي..؟
كيف سيكون سيناريو النهاية لدكتاتور اليمن، كما دكتاتور الشام، وذاك القابع في طهران.. إنه التاريخ يسجل قصاصه!