سيظل النظام العربي عاجزاً عن إيجاد حلول للأزمات التي تعصف بالأمة حاضراً ومستقبلاً مثلما عجز في الماضي عن إيجاد أي حل مرضٍ لكل الأزمات التي عصفت بالأمة العربية وأضعفتها كثيراً حتى بات العرب يتسولون حلاً من الخارج ويفسحون المجال للآخرين للعب أدوار تعزز مصالحهم على حساب المصالح العربية.
سيظل النظام العربي عاجزاً عن تحقيق أي إسهام ولا نقول حلاً ناجعاً والأنظمة العربية تتمترس حول مصالح النظام نفسه ولا نقول مصالح شعوبها.
ماذا يعني عدم استجابة الجزائر والسودان واليمن ولبنان لطلبات الشعب السوري بتجميد عضوية نظام امتهن قتل شعبه؟ ماذا يريدون؟ هل أدمنوا رائحة الدم؟ أم يعتقدون أنهم يحمون أنظمتهم من غضب الجماهير متخوفين من أن يطيلهم نفس العقاب كونهم يمارسون القتل مثل نظيرهم السوري.
ماذا يعني تردد أنظمة اكتسبت شرعيتها من ثورات الجماهير في الوقوف إلى جانب الجماهير التي تزهق أرواح شبابها وتدمر منازلها وتضطهد شعوبها وتحرمها من أبسط حقوق الإنسان في التمتع بالكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية والحرية.
ماذا يعني سكوت أنظمة أخرى وكأن الأمر لا يعنيها، مجرد دول لا تشكل إلا أرقاماً في المنظومة العربية.
نظام عربي موزع الولاء بين دول كبرى، ودول أقليمية، يحققون مصالح الطوائف والأحزاب وآخر ما يفكرون به مصالح شعوبهم.
أمام هذا الوضع الخطير والمشوش تحاول دول الخليج العربي أن تفعل شيئاً، أو تصلح بعض الشيء، إلا أن الحال والوضع لا يسر صديق بل يسعد العدو، فلها أمل ينتظر من جامعة عربية جامعة لأنظمة مشتتة لا يجمعها سوى الدفاع عن زعاماتها التي لفظتها الشعوب.
سيظل الشعب السوري ينزف والدماء تسيل في شوارع سوريا، والجامعة العربية تمنح أوقات إضافية لذبح الشعب الذي مثلما يطالب بتغير النظام في سوريا وقبله في تونس ومصر وليبيا واليمن، سيطلب أيضاً التخلي عن جامعة لا تصلح إلا لإبرام الصفقات.. صفقات ذبح الشعوب.
jaser@al-jazirah.com.sa