كتبت في شهر يونيو الماضي عن معاناة بعض الطلبة المبتعثين وبالذات في الولايات المتحدة، ولم أجد سعادة الملحق الثقافي يتهمني بالتجنّي أو مخالفة الواقع، بل إنه كرر طيلة الشهرين الماضيين اعتذاره لأبنائه الطلبة عن القصور الذي حصل وبرّره بالمرحلة الانتقالية التي تعيشها الملحقية، مع تطبيق نظم جديدة والانتقال إلى مبنى جديد. ملاحظاتي ومقترحاتي لعمل الملحقيات التعليمية والتي نشرتها عبر ثلاث مقالات، وصلت للمعنيين في الملحقية، ولست هنا لتبريرها أو إعادتها، بل لأشير إلى التواضع الذي أبداه الملحق الثقافي في تصريحاته الإعلامية وشجاعته بالاعتذار عن القصور. الاعتراف بالقصور ليس عيباً ويمثل أول الطريق نحو التصحيح، طالما وجدت العزيمة نحو إصلاح ذلك القصور، لكن الأمل بالأفضل دائماً متاح بوجود العقليات الإدارية القيادية الواعية بمهامها وأدوارها المطلوبة.
في الجانب الآخر تتبع بعض القطاعات سياسة «التطنيش»، والإصرار على مواصلة نهج لا يبالي بشعور المستفيدين من خدماتها، ولا يبالي بآراء النقاد سواء كانت آراء إيجابية أو سلبية تستحق التوضيح. وزارة الصحة تشكّل مثالاً في هذا الشأن، فقد كتبت عن تأخر افتتاح مستشفى بلجرشي وأشرت إلى المشاريع المتعثرة في مناطق أخرى، فلم يأت أي رد توضيحي من قِبل الوزارة أو مديرية الشؤون الصحية بالباحة، بل يكرر مسئولو الصحة بالمنطقة تصريحاتهم باكتمال مشروع مستشفى بلجرشي، بينما المواطن يعلم تماماً أنه لم يستقبل مريضاً واحداً حتى الآن. لا أدري هل يعتقدون أن الناس تصدق التصريحات أكثر من الواقع؟ وهل يضيرهم تقديم اعتذار إلى المواطنين حول تأخر بدء عمل المستشفى رغم الادعاء بانتهائه؟ هل يضيرهم توضيح مسببات تأخر بدء العمل بالمستشفى الذي استغرق إنشاؤه أكثر من عشر سنوات؟ أم أن سياستهم التي أصبحت تتسم بنمطية متكررة متمثلة في إهمال ما ينشر وإهمال نقد المواطنين هي التي تقودهم إلى مثل هذا الإهمال؟ هل رأيتم وزارة الصحة تعتذر يوماً ما عن نقص الأدوية أو نقص الخدمات أو سوئها؟ أم أنها دائمة الإصرار على تكرار وعودها وهي وعود ليست جديدة بل تمتد إلى سنوات وسنوات خلت؟ هل هناك سياسة لدى وزارة الصحة تمنع مديرياتها المختلفة من الرد على ما يطرح في الصحافة حولها؟ هل أصبحت إدارتها الإعلامية معنية فقط بالمؤتمرات الصحفية والأخبار، أم أن لديها تفضيلها في الرد على بعض الكتّاب دون البعض الآخر؟
malkhazim@hotmail.com