فاصلة:
((ظلم يرتكب بحق شخص واحد هو خطر على الجميع))
-حكمة لاتينية -
معظم مشاكلنا الاجتماعية حسب ما يُصرّح بها بعض المسئولين ليست ظاهرة وبالتالي لا يمكنهم التحرك لأن أعداد الضحايا قلة، وكأنّ ضياع إنسان لا يمكن أن نعتبره كارثة لأنه رقم فردي ونبقى متنصلين عن إحساسنا بالمسئولية تجاه روح بشرية!
لم تعد تقنعنا جملة «هذه المشكلة لا تعتبر ظاهرة» لسبب مهم وهو أن المسئولين يستخدمونها لتبرير قصورهم في معالجة المشكلة ولا يعنون تحديد تعريف علمي للمشكلة أو الظاهرة.
لذلك أقترح ألا يصنّف المسئولون ما يحدث فهذا دور الباحثين خاصة من علماء الاجتماع، إنما دورهم من خلال موقع المسئولية أن يتم خدمة المواطن وحمايته بصرف النظر عن حجم وامتداد الحدث وكم أعداد المتضررين من الوضع.
ما زلت أذكر أني رأيت أول مرة الأطفال يتسولون ويبيعون السلع الرخيصة أمام إشارات المرور في الطرق الرئيسية قبل 20 عاما ولو عدنا إلى أرشيف الصحف لوجدنا تصاريح المسئولين تبرر بأن الأمر ليس بظاهرة وأن هؤلاء الأطفال هم من الوافدين وليسوا من أطفال البلد.
استغرق الأمر وقتا طويلا حتى نشرت أول دراسة علمية وربما كانت الأخيرة حتى الآن عن أطفال الشوارع تثبت أنهم سعوديين.
لا نكتفي بأننا بطيئون في إعداد الدراسات الاجتماعية فقط بل بطيئون في استيعاب آثار المشاكل الاجتماعية وكل ما نفعله تبرير الوضع بأنه لا يصل إلى حجم الظاهرة.
إننا نتناقش كثيرا في أوضاع الأطفال والنساء الاجتماعية والوقت يمضي وأعداد الضحايا في ازدياد ولكن:
لقد أسمعت لو ناديت حيا...
ولكن لا حياة لمن تنادي
nahedsb@hotmail.com