جريدة «العــرب القطرية» وجــريدة «الاقتصــــادية السعودية» رصدتا في أعداد سابقة ما أسمته بـ» هجرة الشرق», والمقصود منه هو تسوق «الأشقاء القطريين» في أسواق الأحساء وصولاً للرياض، وهجرة المواد الغذائية والسلع «نحو الشرق»، وهو ما نشاهده بكثرة في أسواقنا ونسعد به فلا فرق بين «سعودي أو قطري» أو أي خليجي فكلنا أشقاء وبلدنا واحدة.
يتسوق القطريون في السعودية وبصورة مستمرة لشراء حاجياتهم من المواد الغذائية والمعدات الخاصة بالبناء وغيرها وهم محل ترحيب وتقدير البائع والتاجر، مستفيدين من أن الأسعار أقل بكثير في السوق السعودية ناهيك عن تعدد الخيارات أمام المستهلك في الوقت الذي يؤكد فيه عدد من «المتسوقين « أن «أسعار السلع» تباع في السعودية بنصف قيمتها في «الدوحة « وكون المسافة ليست بعيدة، بالمقابل هناك «سعوديون» يقصدون «قطر» لشراء سيارات «الدفع الرباعي» بسعر أرخص من السعودية وبجودة ومواصفات أفضل، وهناك «عائلات سعودية» أصبحت الدوحة مقصداً سياحياً لهم بفضل ما تتمتع به هذه المدينة الجميلة من تطور فريد وكبير، فهذا أمر طبيعي بين دول الخليج .
موفد جريدة»العرب» في عددها رقم « 7372» قبل نحو عامين وصف السيارات التي تصل وتعود من المنفذ بعد التسوق في السعودية بأنها «تغدو خماصاً كعارضة أزياء نحيلة، وتعود بطاناً كأبطال رياضة السومو.. «، طبعاً المستهلك يبحث عن السعر الأقل دوماً المقرون بالجودة كحق مشروع له، وهو ما لن يفهمه «التجار» الذين يمارسون الجشع في كل مكان مع الأسف !!.
بعض الأصدقاء لا يتبضعون إلا من» لندن» كل «ستة أشهر» !! ليس لكثرة «أموالهم «بل للحفاظ على ما بقي منها من «جشع وظلم» بعض التجار لدينا في رفع الأسعار!! حيث يسافرون إلى هناك مع «التخفيضات الموسمية» ليشتروا ما يعرض في أسواقنا «بربع ثمنه» مع ضمان الجودة، وهناك من يطلب عبر «الإنترنت مباشرة» ليتجاوز أطماع واستغلال بعض التجار خصوصاً مع «فزعة» بعض «المبتعثين السعوديين» الذين يلعبون دور جميلاً لتقديم النصيحة لأقاربهم وأصدقائهم لكيفية الحصول على «الشماغ الإنجليزي» من لندن مثلاً بربع تكلفته التي يباع بها في السعودية!! مع ضمان أن «المنتج أصلي» من المصنع مباشرة، وليس مقلدا بأيدي «العاطلين من العمالة المتخلفة»..!.
وكذلك المنتجات والأزياء النسائية والتي «تباع لدينا» بثلاث أضعافها في ضل غياب الرقيب، وجشع التاجر، وعدم وعي المستهلك وهو «الثالوث» الذي يهدف شباب التسوق من «لندن» وأوروبا للقضاء عليه !!.
من المحزن أن تخرج بعض «أموالنا» و»قوتنا الشرائية» للخارج بدلاً من صرفها في الداخل، ولكن المبالغة في الأسعار يجب أن يواجهها المواطن بطرق متعددة، فالمال سيصل إلى الشركة المصنعة في الخارج ولكن «بيدي لا بيد عمر»هذه المرة !! أدفع ربع المبلغ مباشرة للمنتج, وأسلم «بثلاث أرباع» ما سيحصل عليه التاجر في الداخل سواءً كان سعودياً أو مستثمراً أجنبياً.
فوداعاً للاستغلال.. ومرحباً بتوفير ريال لو كان في لندن..!.
وعلى دروب الخير نلتقي.
fahd.jleid@mbc.net