منذ 1402هـ، وأنا ككاتب عمود صحفي أشيل كما يشيل كل كتاب الأعمدة همَّ رجل اسمه الأمير سلمان! فهذا الرجل، لا يمرر مقالاً صحفياً يستحق التعليق، إلا ويعلق عليه أو يناقشه مع رئيس التحرير أو مع الكاتب نفسه. ويحدث دائماً أن يتصل بك زميل كتابة، بعد نشرك لمقال لافتاً للنظر، سائلاً إياك:
- هاه؟! ما اتصل بك الأمير سلمان؟!
والمعنى الحقيقي للسؤال:
- هل أثار المقال ملاحظة أو تعليقاً أو وجهة نظر من الأمير سلمان؟!
إن الحديث عن علاقة سلمان بن عبدالعزيز بالصحافة، لن يكون حديثاً جديداً. الجديد هنا، هو انتقاله عن الموقع الذي نشأنا ككتَّاب وهو يتبوأه، وفتحنا أعيننا وهو يتابعنا يومياً من خلاله، إلى موقع قد يشغله عنا، وعن متابعة ما نحاول أن نمرره من آراء وطروحات لافتة.
نحن نقدّر لوزارة الدفاع فرحها بالأمير سلمان، وربما مهامها الجسيمة قد تشغل الأمير عن الصحافة للأشهر القادمة، وإذا هي فعلتْ فسنكتشف كيف يمكن أن تكون الصحافة بلا سلمان بن عبدالعزيز، وسنكتشف أيضاً، هل كان سلمان بن عبدالعزيز يتابع بل ويشرف على الصحافة، بصفته أميراً لعاصمة الصحافة والفكر والاقتصاد والسياسة مدينة الرياض، أم بصفته المثقف والقارئ سلمان بن عبدالعزيز؟!