من الصعب إنشاء قطار يكلف المليارات من أجل أيام قلائل في السنة تصل في أقصاها عشرة أيام, وأيضاً من الصعب من حيث التخطيط والبناء والتكلفة المالية إنشاء مبان للإيواء في مشعر منى وأخرى في مزدلفة وثالثة في عرفات من أجل (5) أيام في السنة، وبالمقابل فإن الدولة تخسر فعليا ملايين المليارات من الريالات سنويا لتنظيم الحج تعادل إنشاء ثلاثة مجمعات دائمة للإيواء، كما يمكن أن تنفق الدولة أضعاف هذه المبالغ إن هي لم تقدم على تأسيس مدن جديدة في المشاعر: منى وعرفات، مزدلفة. دائمة وبنظام المدن الرأسية، لأن الامتداد الأفقي الحالي للمشاعر يكلف الدولة مليارات الريالات من أجل إيصال الخدمات والصرف على مرافقها شبه المؤقتة، كما أن سكن الخيام كلف الدولة الشيء الكثير طوال السنوات الماضية دون أن يكون له مردود مالي بعد نهاية موسم الحج بل أن صيانتها تكلف الملايين... إضافة إلى ذلك فإن قطار المشاعر لم يخطط له أن يعمل فقط خلال أيام الحج (10) أيام، وأيضا ما أعلنه الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة في المؤتمر الصحفي الذي عقد بعد نهاية الحج أن مشروع البناء في (منى) تحت الدراسة...
لذا أقول إن المزيد من التأخير في تنفيذ البناء في (منى) سيفوت علينا مكاسب مالية كبيرة يمكن أن يكون ريعها لتمويل مشروعات الحج من صيانة وترميم وتطوير. إذاً لماذا لا تتبنى الدولة أيدها الله إنشاء (3) مدن في مشاعر: منى، ومزدلفة، وعرفات. على شكل أبراج للإيواء والسكن بنظام الفنادق والشقق لتكون على بقعة محددة بدلا من الامتداد الأفقي الحالي والهدف من هذه المدن استثمارها وتأجيرها أولا: لمكاتب حملات الحج في موسم الحج. ثانيا: تأجيرها لمكاتب زيارات العمرة في مواسم العمرة.
ثالثا: تأجيرها لمكاتب السياحة والسفر في مواسم العطل والمناسبات والصيف. رابعا: تأجيرها على مؤسسات الدولة وقطاعاتها المنظمة للحج لتكون جميع خدمات الحج في موقع محدد. خامسا: يتم تخطيط المدن في موقع جغرافي يختار له آخر حدود المشاعر لتهيئة المجال لإنشاء مرافق مساندة للخدمات العامة لخدمة مدينة المشعر عبر مخطط سكني إضافي بمواصفات حديثة يهدف إلى جذب سكان مكة المكرمة إلى هذه المدن الثلاث للتخفيف من الكثافة السكانية حول الحرم المكي...
هذه الأفكار تأخرنا بها كثيرا قطار المشاعر وقطار الحرمين والسماح بالبناء في (مشعر منى) وأطلنا كثيرا بالخيام والإدارات والمكاتب المؤقتة ولم نستثمر المشاعر في الزيارات والسياحة مما جعل الزيارات تتركز حول الحرم المكي ومحيطه في حين كان بالإمكان أن نوسع من مفهوم الزيارات السياحية والتثقيفية والاطلاع والاستمتاع بالأجواء الروحانية في جبال وفضاء المشاعر في منى ومزدلفة وعرفة ليكون أفق مكة المكرمة الروحاني رحبا وواسعا يتيح للمتعبد والزائر أن يزور أماكن ارتبطت بأركان الحج وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يتنقل بين تلك المشاعر...
المدن الثلاث لو تمت بشكل سريع مع قطار المشاعر ستزيد من رحلة الإيمان والتعبد في بقاع لها تاريخها وعطرها، كما أن التعجيل في التنفيذ سيفتح أبواب استثمارية جديدة لمكة المكرمة وجعلها أوقافا للصرف على مشاعر الحج في تطوير الخدمات والتسهيل على المسلمين.
a4536161@hotmail.com