تُعتبر منطقة الرياض من أكبر مناطق بلادنا؛ حيث تعادل مساحتها نحو 17 % من إجمالي المساحة.. وعدد سكانيها نحو 25 % من سكان المملكة. ومن هذا المنطلق فإن جهاز إمارة منطقة الرياض، الذي يشرف على مختلف شؤون الحياة في هذه المنطقة المهمة، يُعتبر جامعة عريقة تخرَّج منها عدد من القادة، في مقدمتهم الأمير سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله - والأمير نايف بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والأمير سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع، الذي ظل أميراً للرياض لأكثر من نصف قرن، ثم الأمير سطام بن عبدالعزيز، الذي يقوم على هذا الصرح حالياً.
وقد أعطى هؤلاء القادة زهرة شبابهم لإمارة الرياض، ومارسوا الحكم ومهام الإدارة والعلاقة المباشرة مع الناس، تلك العلاقة التي تعلم المسؤول الشيء الكثير، خاصة بالنسبة لمعرفة الرجال واختيار المناسب منهم لتحمُّل المسؤوليات والاستماع إلى مطالب أصحاب الحقوق والبت فيها والعدل بين المتخاصمين والقيام بمهامه ومسؤولياته على أكمل وجه.. كما أن جامعة الإمارة تعلّم الصبر على طلبات الناس التي قد لا تكون معقولة أحياناً، والتصرف بحكمة إزاء ذلك. ولقد شاهدت في مجلس الأمير سطام بن عبدالعزيز منذ سنوات شخصية مرموقة يطلب من الأمير استثناءه من قرار طُبِّق على آخرين مثله.. فإذا بالأمير سطام بخبرة اكتسبها من عمله في الإمارة (الجامعة) لأكثر من 35 عاماً، ومن دراسته إدارة الأعمال في إحدى الجامعات الأمريكية الشهيرة، يسأل ذلك الشخص قائلاً: ضع نفسك في مكاني.. وقد جاء أحد من طُبِّق عليهم القرار وعددهم يصل إلى مائة شخص يسألك لماذا تم هذا الاستثناء.. فماذا ستجيب؟! فأُحرج طالب الاستثناء، وانسحب بهدوء.
وتنفرد إمارة الرياض بعلاقات مميزة مع البعثات الدبلوماسية الموجودة في العاصمة، إضافة إلى حرص أي زائر مهم لبلادنا أن تكون مقابلة أمير الرياض من ضمن فقرات برنامجه؛ وذلك لما تمثله تلك المدينة من ثقل بوصفها عاصمة لبلاد مهمة على الساحتَيْن الإقليمية والدولية.
ويُعتبر الأمير سلمان بن عبدالعزيز يوم كان أميراً للرياض والأمير سطام بن عبدالعزيز الأمير حالياً وجهَيْن مشرقَيْن للقاء مع الزوار وأعضاء البعثات الدبلوماسية؛ لما يتمتعان به من ثقافة واسعة وفهم عميق للأوضاع العربية والإقليمية والدولية.
وأخيراً: لقد جاء اختيار الأمير سطام بن عبدالعزيز أميراً لمنطقة الرياض متوقعاً؛ لما يتمتع به سموه من حزم وعدل في تطبيق الأنظمة والقرارات كما جاء في المثال الذي أوردته من قبل.. كما يجمع بين الخبرة الإدارية الغنية والتأهيل الأكاديمي المناسب.. وسيجد في نائبه الأمير محمد بن سعد بن عبدالعزيز خير عون لضمان أن تواصل هذه الجامعة العريقة العمل والعطاء خدمة للمواطن الذي يتطلع إلى المزيد من الخدمات والمشروعات في هذه المنطقة وغيرها من مناطق بلادنا.
alshiddi@daralwatan.com.sa