فاصلة:
(سيف العدالة لا غمد له)
-حكمة عالمية-
تابعت التقارير الإخبارية للثورات العربية بدءا من تونس ومصر ومرورا بليبيا وسوريا وانتهاء باليمن أن لم يظهر ربيع عربي آخر في بقعة أخرى من العالم العربي.
في متابعتي للأخبار والتقارير التي تبثها قناة العربية تحديدا تأملت ثقافة كل بلد وطريقته في الحوار في الشاشة يظهر أمامك مسئولون في مراكز عليا يديرون شئون البلاد وفي لحظات الانفعال تسمع الشتائم والاتهامات وكل ما ترصده الكاميرا بدقة وتعجب لسلوك البشركيف يفضحه الانفعال. وحينما يتحدث البسطاء في الشارع تتعرف على ثقافة البلد من خلال العبارات التي يستخدمها البسطاء، وتسمع للمرة الأولى آراءهم في حكوماتهم دون مجاملة أو خوف. هي المرة الأولى التي يكون فيها رجل الشارع البطل الحقيقي في دراما حقيقة ينقلها التلفزيون في المشهد الدرامي لم تغيب المرأة العربية في الثورات وقد حضرت بقوة وإن شمل الحضور للأسف قذارة الحكومات التي يغتصب جيشها النساء.
في متابعة هذه الثورات تكتشف إلى أي مدى وسائل الإعلام المرئي مؤثرة وقادرة على نقل الواقع بحيث ترفض بعض الحكومات دخول القنوات الفضائية إلى بلادها لنقل الحدث وأخرى تمنع خدمة الانترنت.
أكثر ما كان يلفت نظري هو تشابه السيناريو في المطبلين لكل نظام واستبسالهم في الدفاع اللامنطقي عن النظام واستغفالهم لعقول المشاهدين ثم اختفاؤهم بعد سقوط النظام الحاكم أو انشقاقهم عنه بحيث ينشرون كل أسراره.
في الثورات العربية عبر وعظات لكن الحكام الظالمون لا يتعظون لأن لدى كل ظالم قناعات خاطئة بأنه مختلف وسوف ينجز ما لم يستطع إنجازه من فشل قبله متناسيا بأن هناك عدالة سماوية تمهل الظالم ولا تهمله أبداً.
لو قرأ التاريخ بتركيز أي حاكم ظالم لعرف أن التاريخ يعيد نفسه وأنه لا يمكن لحاكم مستبد من نهاية عادلة مهما طال به الزمان.
nahedsb@hotmail.com