كثيرون رأوا أن فوز منتخب عمان الشقيق على أستراليا الأسبوع الماضي صعّب مواجهتنا مساء اليوم أمام الأشقاء العمانيين بعد أن أحيا هذا الفوز الكبير آمال الأشقاء بالتأهل للمرحلة القادمة من تصفيات كأس العالم، لكنني وعلى العكس من أولئك أرى أنه يصب في مصلحتنا لعدة اعتبارات أهمها من وجهة نظري أنه سيولد شعور أكبر لدى لاعبينا بالمسئولية وأن عليهم الفوز في هذا اللقاء تحديدا دون غيره كما أن انتعاش آمال الأشقاء سلاح ذو حدين بمعنى أنهم لن يخوضوا المباراة كتحصيل حاصل بل تحت ضغوط نفسية وهذا الأمر له ايجابياته بالنسبة لنا، الأمر الآخر وهذا مهم للغاية أن الاستراليين وبخسارتهم تلك أصبحوا في وضع يتطلب منهم حسم أمر تأهلهم في لقائهم هذا اليوم أمام تايلاند مما يعني أن الصورة ستكون جلية وواضحة قبيل خوض لقاء منتخبنا أمام شقيقه العماني وبالتالي ففوز أستراليا يعني أن فوز منتخبنا اليوم سينقله وبصفة مؤكدة للمرحلة النهائية لتصفيات آسيا وهذا بكل تأكيد سيكون عامل مساعد ومحفز كبير للاعبينا مساء اليوم خاصة بعد ارتفاع الحالة المعنوية لديهم وبالأخص بعد أن تجاوزنا عنق الزجاجة إثر الفوز المستحق على تايلاند، هذا الفوز الذي ذكرني بفوز منتخبنا على تايلاند أيضاً عام 1996م على ملعب نادي النصر الإماراتي بدبي في نهائيات آسيا بعد أن تلقى منتخبنا هزيمة ثقيلة ومحبطة من منتخب إيران قوامها ثلاثة أهداف نظيفة أثارت مخاوفنا آنذاك، لكن منتخبنا عاد وانطلق من جديد فهزم تايلاند والعراق في مجموعته وانطلق بقوة فحقق كأس آسيا على أرض الإمارات الشقيقة وقد كانت تلك الخسارة من إيران محفزا قويا هز مشاعر اللاعبين وأثر بهم ايجابيا وبشكل كبير، وأرى أن هزيمتنا تلك من منتخب إيران شبيهة إلى حد كبير بهزيمتنا من أستراليا في الجولة الثانية من التصفيات الحالية، حيث عاود منتخبنا انطلاقته من أمام تايلاند ولعل السيناريو يتكرر مرة أخرى وتكون العودة الأقوى لمنتخبنا مساء اليوم إن شاء الله من خلال لقاءه بشقيقه العماني، وكل ما نحتاجه اليوم من لاعبينا هو الحضور الذهني والفني منذ الوهلة الأولى لبداية هذا اللقاء حينها ستكون مهمتهم يسيرة بإذن الله.
وإن كنا نتطلع من لاعبينا الذين يحملون آمالنا وأمنياتنا لعودة الانتصارات للكرة السعودية والانتقال للمرحلة القادمة والهامة فإن علينا مؤازرتهم ودعمهم ومساندتهم بعد أن أصبحوا قريبين جدا من المرحلة الخاصة بكبار آسيا ومن هنا يجب أن يكون الحضور الجماهيري كبير ومؤثر وفعال في إستاد الملك فهد الدولي وبشكل يوازي حجم هذه الآمال والتطلعات وإن لم يحدث وهذا مستبعد بالطبع لأن جماهيرنا كثيرا ما عودتنا أنها دائما على الموعد، أقول إن لم يحدث هذا فليس لنا الحق أن نلوم اللاعبين إن تخلينا عنهم، وإن كانت جماهيرنا الوفية قد سجلت الأسبوع الماضي وأمام تايلاند أعلى نسبة حضور في الجولة الرابعة فإننا نتطلع أن تسجل هذه الليلة الحضور الأكبر والأعلى ليكون حضوراً مميزاً وقياسياً يتجاوز كل الأرقام ويزف نجومنا للمرحلة النهائية، لنردد سويا (يا سلامي عليكم يالسعودية... يا ديار الشيم يا دار الأبطال).
على عَجَل
- بعد الفوز على تايلاند لا نملك إلا أن نفرح بعد أن غابت الانتصارات عن منتخبنا فترة طويلة لم نعتدها منذ أن تبوأنا العرش الكروي الآسيوي عام 1984م.
- بعض الأطروحات الإعلامية المحلية التي تناولت الأحداث التي صاحبت نهاية لقاء منتخبنا أمام تايلاند كانت (محرّضة) ضد لاعبينا الثلاثة وكأنها تستجدي الإتحاد الآسيوي لمعاقبتهم!!
- نواف العابد لاعب حماسي وموهبة كروية واعدة، يجب ألا نقسو عليه بل نوجهه ونبين له أخطاؤه بأسلوب علمي ومثالي، ولعل ما حدث درس له يستفيد منه مستقبلا إذ لازال في مقتبل عمره الكروي وسيكون علامة بارزة في كرة القدم السعودية إن شاء الله إن أخذنا بيده.
- ما حدث من هزازي أمام تشومبوك الكوري ومن العابد وعطيف ومعاذ أمام منتخب تايلاند يؤكد بأن بعض لاعبينا لديهم قصور في كيفية التعاطي مع الاحتراف والشهرة وهذا بالطبع مرتبط بوعي اللاعب وثقافته ولاشك أن مثل هذا الأمر سلبي للغاية ويحتاج لمعالجة صحيحة بعيدا عن التجريح والنيل من هذا أو ذاك.
- لا أدري كيف يستطيع اللاعب سعد الحارثي استعادة بريقه ونجوميته في ظل الوضع الراهن الذي يعيشه مع ناديه وأعني بالطبع عدم حسم أمر تجديد عقده، إذ من المفترض أن يهيئ له ناديه قبل غيره الظروف التي تساعده على العودة لمستواه، فالحارثي لاعب كبير ومن الممكن أن يعود إن وجد الأجواء المناسبة التي تساعده وتعينه بعد الله على العودة مثلما كان خاصة وأنه رمز كروي لدى محبي نادي النصر.
خاص
- الزميل العزيز والفاضل علي العمري: كل عام وأنت بخير دائم وعافية لاتزول إن شاء الله، وقد بلغت سلامك للزميل العزيز أبو نواف، حفظك الله ورعاك، دمت بهذا البياض.
- الأخ الفاضل خالد العبدالله - بريدة: قد نجد العذر للمدرب الهلالي دول على بعض الملاحظات كونه لم يستقر في تدريب الفريق بسبب تعدد ارتباطات اللاعبين الدوليين ولا تنسى أن هناك أنصاف مدربين نجحوا مع الهلال متى ماكان اللاعبون حاضرون في أوج عطاءهم، لكننا لن نجد العذر لبعض اللاعبين حينما تطغى المزاجية على أدائهم أحياناً وشرودهم وغيابهم الذهني داخل الملعب أحياناً أخرى وهذا ما يجب أن ينتبه إليه القائمون على الفريق!!.. شكراً جزيلاً لتواصلك.
msayat@hotmail.com