لقد تلقى جميع المواطنين في المملكة نبأ إصدار خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله- أمره الكريم بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وزيراً للدفاع بكل فرح وسرور، وغبطة وحبور، وعده المراقبون عامل قوة للوطن، نظراً إلى ما يتميز به الأمير سلمان - حفظه الله ورعاه- من تمكن علمي، وخبرة إدارية عظيمة، وتجربة سياسية ثرية امتدت عقوداً من الزمان، مما جعله بحق أحد أهم الركائز الوطنية، وأحد أهم دعائم الاستقرار السياسي، والإداري والاجتماعي في المملكة، فقد كان موضع ثقة جميع ملوك المملكة العربية السعودية، ومحط استشاراتهم في مهمات الأمور، وكبريات القضايا الداخلية والخارجية، ويدل على مكانته العظيمة، ومنزلته الرفيعة، توليته إمارة منطقة الرياض التي هي عاصمة المملكة العربية، وقد جعلها - حفظه الله- أسرع مدن العالم تطوراً، ورقياً، وازدهاراً وتوسعاً في العمران، والبنية التحتية، حتى غدت - بفضل الله - في مصاف كبريات العواصم العالمية، وموضع فخر واعتزاز لكل مواطن سعودي، ولكل عربي ومسلم.
واشتهر سموه أيضا بأنه صاحب ثقافة واسعة، واطلاع كبير على مجريات الأمور السياسية والإعلامية، ومن أهم المراجع في تاريخ المملكة العربية السعودية المعاصر، وسير ملوكها وقاداتها ورجالاتها.
وعرفه المواطنون في المملكة بالعدل والإنصاف، والتواضع، وحبه الشديد للأعمال الخيرية والإنسانية، فقد كان يستقبل المواطنين يومياً في مكتب سموه، وفي منزله العامر، ويستمع إلى همومهم، وطموحاتهم وآمالهم، ويسعى إلى حل مشكلاتهم، وإصلاح ذات البين بينهم، مما جعله من أهم ركائز الاستقرار الوطني، وتقوية أواصر المودة بين المواطنين، ودعم الجبهة الداخلية للمملكة.
وأما ما يتعلق بمنصبه الجديد وزيراً للدفاع، فإنه لم يكن ببعيد عن هذا المجال، فقد كان أكبر الملازمين، والمصاحبين، لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله رحمة واسعة- بل كان أقرب المستشارين الذين كان يعتمد عليهم الأمير سلطان - رحمه الله- ويستشيرهم، مما أكسبه اطلاعاً تاماً، ودراية كاملة بشؤون وزارة الدفاع، وأعمالها، وتخصصاتها وسياستها، الأمير الذي يجعل كل مراقب ومطلع على حقائق الأمور يجزم بأن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان، هو الأجدر، والأحق بأن يكون وزيراً للدفاع، وهذا يدل دلالة قاطعة على بعد نظر خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله- ومعرفة رجاله معرفة تامة، وعلمه بقدراتهم، وإمكاناتهم، مما جعله يضع أنسب الرجال في أنسب المناصب والأعمال.
نسأل الله أن يوفق سمو الأمير سلمان في منصبه الجديد، وأن يرتقي به إلى مستوى الآمال والطموحات، كما ارتقى من قبل بإمارة منطقة الرياض إلى مستوى العالمية، وأن يسبغ عليه ثوب الصحة والعافية، ويوفقه لما يحبه ويرضاه.
(*) وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد للشؤون الإدارية والفنية