قامت أمانــة مدينة الرياض بتجهيز الحدائق العامة بأكثر من سبعة ملايين متر مربع، وحرصت على أن تكون على مستوى عال من التصميم والتجهيز وتوفير المرافق والبنى التحتية وكثافة الغطاء النباتي والتشجير, لتكون متنفسا ترفيهيا لسكان المدينة وزوارها, وتلطيف المناخ والحد من التلوث، استكمالا للخدمات الجمالية المكملة لنسيج المدينة العمراني.
وقد أولت الأمانة - في البداية - عناية خاصة للحدائق باعتبارها متنزهاً للعوائل، ومكانا فسيحا وآمنا للصغار للعب فيه مع وجود أسرهم. إلا أنه على الرغم من وجود 372حديقة ومتنزهاً في مدينة الرياض إلا أنه يلاحظ عزوف أغلب العائلات السعودية عن ارتياد الحدائق العامة، لافتقادها بعض الخدمات كالمطاعم، ودورات المياه النظيفة، ومعاناتها من الإهمال، فغالب الأشجار غير مقلمة والممرات غير نظيفة وملاعب الأطفال خطيرة وتفتقد الصيانة..
ويشكو بعض المرتادين من عدم توافر الأجواء المناسبة للعوائل، بسبب ضعف احترام الخصوصيات ووجود الكثير من المضايقات. فرغم تجهيز مضمار خاص بالرجال وآخر للسيدات إلا أنهم يتطفلون على الجنس الناعم، فتضطر المرأة للإحجام عن المشي، تلك الرياضة النفسية والجسدية المفيدة، وذلك لعدم وجود إدارة خاصة بالحديقة عدا عامل أجنبي مما يستوجب تعيين موظفين وطنيين بدلا من الوافدين.
ولا تعجب حين ترى على جوانب الحديقة بعض الأسر التي تجلب معها المشروبات الحارة والباردة وبعد الانتهاء يتخلصون من النفايات بطريقة غير حضارية مما يتطلب الحزم والتوجيه والغرامة إن أمكن. وقد تندهش حين ترى رب الأسرة وقد تمدد على الأرض نائما ومنبطحا فبدا شكله محرجا وقد أخذ كامل راحته وكأنه في منزله فيرتفع ثوبه الفضفاض وقد تظهر ملابسه الداخلية وهو يتمطى، دون مراعاة لبقية المرتادين أو المشاة المارين بالمضمار!
وتبدو المظاهر غير الحضارية حين ينطلق الأطفال بالدراجات وسط المضمار مما يربك المشاة ويقطع عليهم الرياضة فينصرفون بتذمر ! ويفترض أن تكون الممرات مرصوفة ومعزولة عن حركة الدراجات.
ورغم الهدف الجميل من تجهيز الحدائق العامة الذي تشكر عليه أمانات المدن إلا أنه ينبغي إعادة النظر في تشغيلها بعقود من قبل مستثمرين ليتم تطويرها بدلا من وضعها الحالي وما تعانيه بعضها من إهمال وصدود من العوائل حتى تحولت مأوى للقطط والكلاب الضالة في وسط الأحياء.
ولعله من الجاذب للمرتادين وضع لوحة إرشادية لمواقع معالم الحديقة ومرافقها وزراعة الأشجار المثمرة كالنخيل، وتوفير المساحات الخضراء من الأشجار المتنوعة وإحاطة الحدائق بسياج نباتي، وتوزيع أشجار الظل والزينة في أماكن مناسبة، وتوفير البحيرات الصناعية المكسوة من جانبيها بالحجارة الطبيعية، والمنطلق منها شلالات من أعلى لأسفل وبنوافير زاهية خلابة؛ وتوسيع الممرات ورصفها بالطوب لكي تتيح للمتنزهين التجول في الحديقة والاستمتاع بما فيها، ووضع جلسات عائلية محاطة بسياج وأخرى حول النوافير وعلى المسطحات الخضراء؛ ليجد الزائر نسمة الهواء العليل في وسط الخضرة والأشجار الوفيرة كونها تعد أهم عناصر الجذب في الحدائق العامة.
rogaia143@hotmail.comwww.rogaia.net