التخريب سلاح خردة يمتلكه الانتهازيون والمتزلفون والمدفوعون والمأجورون والمرجفون وذوو الطباع والنظرات القاصرة، أصحاب النزعات الخبيثة، والنفوس المريضة، والساعون لزرع الفتن، وتفكيك عرى الروابط والأواصر الاجتماعية والوطنية، إمعاناً في الكيد، ورغبة
عارمة في الاصطياد في المياه العكرة، إن المخربين المدمرين يغضبهم كثيراً ويسوؤهم جداً منظر الغيمة المتهادية، والنبتة اليانعة، والشجرة الباسقة، والثمرة الحلوة الشهية، إنهم الخبث كله، واللؤم كله، وظلام الليل الدامس، وشكل الصديد، لا هم وئام، ولا هم سلام، ولا فاكهة نضرة، إنهم يشبهون قطبي التجمد، والحدائق الميتة، وأبواب الجحيم، هم الرياح الحارقة، وانتصاب الدم، وحبال اللهب، وضرب السياط، لا يعرفون رسم الخريطة، ولا بناء البيت، ولا الحلم، ولا أغنيات الطيور، ولا فلسفة النوم، شاحبون، نسجوا خيالاتهم وأحلامهم وكحلوها باليأس، وسرقوا عنوة الأمنيات العظام، وأعلنوا الحصار على كل شيء، هم الجرح والمغول والتتر، هم الرماد والحفرة والدهليز، هم الجدب والقحط والبربر، هم القيد والجلاد ورصاص البندقية، هم الجيب المثقوب والحنظلة والعلقم، هم الفراغ واللصوص وجند الشياطين، هم النشاز والصخب والخلل وصياح الديكة، هم التراب والطين والنار والدخان، هم الجنون والسراديب السرية والصقيع، هم الحسرة والعدوى والجرثومة والموبقات الكبار، هم التجاعيد والأسمال وبقايا الخشب، هم الندم وتجاويف الأزل وأخدود الأبد، إن المخربين والمرجفين كالذباب، وليسوا كالنحل، لا هم قلب نابض، ولا مداد عين، ولا سنديان، ولا فتنة عطر، ولا زهر، ولا ضوء فانوس، ولا ترياق قمر، ولا باب فردوس، ولا ظفائر شمس، ولا سحاب ولا نجم ولا رغيف خبز، لا هم تمر ولا رطب ولا سلة غذاء، لا هم نعناع ولا برتقال ولا ماء مصفى، لا هم تين ولا زيتون ولا توت ولا لون البنفسج، إنهم فصيل مسموم، وأقطاب رداءة، ومكر شيطان، وخداع تمساح، وفعل أفعى، في أفواههم شاخت حبات القمح وحبات البندق والرطب، وانعدمت عندهم النزهة في الفردوس وطاف عليهم لون الغمام الأسود والرماد.
ramadanalanezi@hotmail.com