التاريخ هو ذاكرة الماضي، وتاريخنا جزءٌ مهمٌ من هويتنا، وآثارنا تجسيدٌ ملموس لهما. وحينما قامت جمعية التاريخ والآثار بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أسهمت في مزيد من التواصل بين المختصين، تحقيقاً لطموحات قادة مجلس التعاون. وقد أسهمت الجمعية من خلال مؤتمراتها التاريخية المساهمة في كتابة وصياغة تاريخ دول الخليج. لقد كان تأسيس هذه الجمعية حلماً طالما راود المؤرخين والآثاريين، وقد انعقدت عدة ندوات تاريخية للجمعية وهي هيئة علمية ثقافية في مجال التاريخ والآثار وتنمية البحث العلمي والفكر الإنساني، وخلق الوعي بالقيمة التاريخية والأثرية للمنطقة بين أبنائها. ولقد أخذت الجمعية على عاتقها مسؤولية كبيرة نحو إعادة كتابة تاريخ المنطقة بطريقة علمية اضحة، وتعمل على تنمية الفكر العلمي في مجال التاريخ والآثار، والتركيز على أهمية منطقة الخليج العربي ومكانتها الدولية والأدوار التاريخية والحضارية التي لعبتها طوال تاريخها، والتصدي بالأدلة العلمية للمحاولات التي تنال منها وتحاول الانتقاص من مكانتها، والسعي لتحقيق التنسيق بين الخطط الدراسية الجامعية لمواد التاريخ والآثار بدول مجلس التعاون. لقد أسست الجمعية من أجل خدمة التاريخ وتراث منطقة الخليج، وهو جديرة بالدعم المادي والمعنوي مما يثري الأبحاث والدراسات الخاصة بالمنطقة، والإسهام في حركة البحث العلمي، وتحقيق التعاون بين ذوي الاختصاص والمهتمين في المنطقة في المجالات التاريخية والأثرية، وتبادل الخبرات والمهارات فيما بينهم، ونشر نتائج البحوث وتوزيعها وتبادلها بين الهيئات، كما تحرص الجمعية على عقد الندوات والمؤتمرات في كل عام. ولا شك أن تاريخ منطقتنا يحتاج إلى جهود علمية ومخلصة ومشتركة كي تزداد مساحة العطاء والمشاركة العلمية في البناء المعرفي، ودعم البحوث العلمية ذات العلاقة بتاريخ المنطقة وجغرافيتها وآدابها وآثارها الفكرية والعمرانية.
لقد حرصت الجمعية على استمرار العمل الدؤوب، ووضعت برنامجاً علمياً يرتكز على فعاليات هامة في مجالي التاريخ والآثار وبخاصة الملتقيات العلمية التاريخية وما يخدم المجال المناط بها. وتحرص الجمعية على الاهتمام بالدراسات التاريخية والأثرية وتقديمها في صورتها الحقيقية وحفظها للأجيال والمستقبل، وخدمة تاريخ هذه المنطقة برعاية وتشجيع قادة دول مجلس التعاون الذين يحرصون كل الحرص على خدمة تاريخ المنطقة وتراثها الخالد في تعزيز شخصية المنطقة وتقويم مساراتها الحضارية المعاصرة. ولا يفوتني في الختام أن أشيد بالدور الكبير لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز على دعمه للجمعية واستضافتها بمقر دارة الملك عبدالعزيز وما قاله خلال افتتاحه العلمي السنوي للجمعية، حيث قال (أمام المؤرخين مسؤولية عظيمة في تجلية الغموض عن تاريخ المنطقة وإبراز شخصيتها التي كان لها أثر في أحداثه). مما يذكر أن جمعية التاريخ والآثار تأسست في عام 1418هـ - 1997م، وشارك في تأسيسها عدد من الأكاديميين والمتخصصين في دول مجلس التعاون الخليجي. هذا، وبالله التوفيق.