ومهما يكن عند أمرءٍ من خليقةٍ
وإن خالها تخفى على الناس تُعْلَمِ!!
وفي الأثر: ما أسر أحد سريرة إلا أبداها الله على قسمات وجهه، أو فلتات لسانه!!
فبعض الناس هداهم الله من المسؤولين والوجهاء، بل وبعض المشائخ تجده أمام الناس وأمام الإعلام (كالحمل الوديع)!! أما أمام عدسة الكمرة، فوجهه يتلألأ بالبشر وطلاقة المحيا، وألفاظه عسل على عسل!! فهو أمام الكمرة كمرة، وأمام الرجال فدجال!! بعض المسؤولين أمام وسائل الإعلام تجد ابتسامته لا تفارق مُحياه، ومنطلقة أسارير وجهه بالبشر وحسن التعامل والأخلاق!! فما أن تدُير هذه الكمرة الصغيرة الحجم العظيمة الأثر!!!
لا ويكشر عن أنيابه!! ويظهر على حقيقته!!
فتجد الصلف والتجهم والعبوس القمطريرا!!وفي الحديث: (شر الناس ذو الوجهين، من يأتي هؤلاء وهؤلاء بوجه!!!)، وهذا يتناقض مع أخلاق العرب وشيمهم، وكريم طبعهم، فضلاً عن نهي الشارع الحكيم عنه...
ومثل هذا الرجل يكاد المجتمع يجمع أن لديه دخن، ودغل، وفيه ريبة وشك!!
إذا ما الجرح ضم على فساد
تبين فيه إهمال الطبيب!!
إنه شيء ينكأ المواجع، ويورث الفواجع، إذا كان ما سمعنا ورأينا في بعض المواقع، من بعض مسؤوليتنا قد وقع منهم على إطلاقه!!
إنه شيء مؤسف أن يأتي رجل أو رجال نذروا أنفسهم للمطالبة بمرافق محافظاتهم التي كفلها النظام، ورصدت لها الميزانيات الضخمة، وربما أدرجته ضمن الخطة.. فيقابل المراجع بالصلف والتجهم وفظاظة الأسلوب!! فإن لم تخدمني، ولم تلب طلبي فعلى الأقل لا تهزؤني وتسخر مني!! (شين وقوي عين)!!
لا خيل عندك تهديها ولا مال
فليسعد النطق إن لم يسعد الحال!!
وبعضهم يهين المراجع بركنه على الانتظار ولدى السكرتير، والسكرتير يستأذن مدير المكتب ومدير المكتب يستأذن مدير المكتب الخاص!! وهكذا حتى يصاب المراجع بالسآمة والملل!!
وبعد هذه السلسلة الطويلة من الإجراءات وإن شئت فقل السلسلة من (التعقيدات) فإذا المسؤول قد أخذ أهبته للاعتذار عن تلبية الطلب بأي أسلوب.. وربما لأنه قال لا في المرة السابقة فلابد الآن أن يثبت كلامه فيبحث عن ألف علة وشرط ومسوغ ليوقع المراجع (في اللاءات الثلاث!!) أو لا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون؟!!.
وهذه المعاملة الخشنة والفظاظة في الأسلوب مع الأسف تقع من كثير من ذوي الشأن حتى من بعض من المسؤولين والوجهاء وغيرهم!.
إذا انتصبوا للقول قالوا فأبدعوا
ولكن حسن القول يخلفه الفعل!!
كذلك بعضهم إذا علم أن المراجع له صلة بمسؤولين كبار فتجده يلاطفه بالحديث ويلبي له طلباته من باب:(اذكرني عند ربك)!! وفي رواية (لا تشوه سمعتي عند ربك)!!.
اللهم أصلح سيرتنا وسريرتنا، وظاهرنا وباطننا.. والسلام عليكم.
محافظة رياض الخبراء