قرأت بكلِّ سرور وإكبار ما خطّه يراع الأديب عبد العزيز بن عبد الرحمن الخريف يوم الجمعة الموافق 8-12-1432هـ في العدد 14281 مقالاً رثائياً وفائياً بعنوان (لم ترحل رفيقة عمري)، وقد كان مقالاً مؤثراً تدثّر صدقاً وفاض وفاءً وتجلّى حباً وجاء درساً بليغاً فاهتزت له مشاعري وثارت قريحتي فوُلدت هذه الأبيات والتي عنونتُها (طود الوفاء):
قرأتُ حرفكَ مسروراً ومبهورا
تُهدي الوفاءَ يظلُّ السعيُ مشكورا
يا فارس الطيبِ حِسٌّ منكمُ أنِقٌ
توشَّح النبلَ أضحى اللطفُ منثورا
قدَّرتُ حرفك يا أهل الوفاء شدت
مقالةٌ ترتوي حباً زهتْ نورا
مقالةٌ أطربت قلبي بأحرفها
فيها الدعاءُ بآي الصدق مسطورا
وهبتَ يا شيخنا درساً له عبقٌ
من الوفاء فريداً صار مبرورا
فأين مَنْ ينهلُ الخيراتِ أعذبَها؟
ليقص الموردَ المحمودَ مسرورا
فأنت مدرسةٌ بالطيبات سمت
أسرتَ بالحرفِ مكلوماً ومصدوراً
واسيتهم خَفّتِ الأحزانُ تسعدهم
من فيض لطفك سحَّ الحرفُ تحبيرا
هذا تُعزي وذا تُزجيهِ تهنئةً
تعودُ مرضى وترجو الله تيسيرا
عبدَالعزيز أيا طودَ الوفاءِ لكم
منازلُ الحبِ في الآفاقِ تقديرا
بُشراك ذكرٌ جميلٌ سيرُكُمْ عَطِرٌ
ذخرٌ كبيرٌ يدومُ الفضلُ منشورا
أنت الأصيلُ وصولٌ بِرُّكم غَدِقٌ
تُروي العطاشَ بلفظٍ ظلَّ ميسورا
فيك التواضع سيماكم ويسكنكم
قلبٌ كبيرٌ حوى الأحباب توقيرا
يا شيخُ عُذراً فإنّ الحرفَ يُعجزهُ
أن يَروي الفضلَ فاقبلْ منه تعذيرا
دمتم ودام بكم وصلٌ ويأجركم
ربُّ الخلائقِ ذقتَ الخيرَ مأثورا
يا ربِّ فاغفر لزوجِ الشيخِ تدخلها
جناتِ عدنٍ تنالُ الأنسَ موفورا
عبدالله بن سعد الغانم - سدير