تقديم الزميل الفنان عثمان الخزيم ريع معرضه كاملا لصالح جمعية المعاقين والمقام حاليا في أتيليه جدة يعيد الثقة في الفنانين التشكيليين الذين كانوا مجالا للتندر والتهكم والاستغراب من التصرف المخجل، حينما يقوم من يوكل إليهم تنظيم معرض تشكيلي (خيري) بوضع شرط يتمثل في أن لكل فنان مشارك في المعرض جزء من بيع لوحاته يصل إلى الخمسين بالمائة دون أي اعتبار للهدف الذي يقام من أجله المعرض، وأشرنا في كثير من المقالات وقتها إلى أن شرط اقتطاع جزء من ثمن اللوحات يعتبر عيبا على الفنانين الذين يقبلون بمثل هذا التوجه، مع علمهم أنه تصرف غير لائق لا يتفق مع الهدف (الخيري)، كونه أصبح وسيلة استجداء أو كسب على حساب (فقير، أو مريض، أو يتيم)، متجاهلين حجم ما يكسبه الفنان من وراء هذه القسمة غير المنصفة مقارنة بما سيجنى من ثواب من الله عز وجل عند التبرع بثمن اللوحات كاملا، إذا علمنا أن تكلفة اللوحة لا تشكل شيئا أمام هذا الجزاء الإلهي.
تذكرت وأنا أكتب هذا المقال بيت من قصيدة للشاعر المبدع (الملتاع) طلال الرشيد يقول فيه (أنا مقدر أكون إني حبيب(ن) في بعض أحوال..
أنا كلي أجي وإلا أروح بعزتي كلي)، ووجدته منطبقا على ما أشرنا إليه في سياق المقال من أن العمل الخيري عطاء، إما أن يكون كاملا لمن قصد به أو لا يكون، إلا أن المسترزقين من التشكيليين الباحثين عن كسب مادي على حساب المحتاجين وجدوا فرصتهم في تلك المعارض لتسويق لوحاتهم التي لا تجد رواجا أو اهتماما في المعارض الأخرى، مع ما يتباهون به من الجهود التي تغلف تسابقهم على مضاعفة أسعار لوحاتهم لاصطياد أكبر قدر من أفواه مساكين جعلوا طعما للكسب، ولكم أن تعيدوا النظر في أرشيف الساحة لتجدوا ما يندى له الجبين ويخجل الذاكرة مما أحدثه هذا التصرف.
monif@hotmail.com