كَرْمٌ تَجمّل في الرُّبُوعِ طلاوةً
يمْتَدُّ بالأغصَانِ فوقَ تِلاعِي
ينْسابُ من بُلدانِ عُرْبِ جدِّهِمْ
حَملُوا المشاعلَ موقِداً لشِراعي
مِن تُونسِ الخضرا لأحْلى تحيَّةٍ
هذِي الجزائرُ محْصِنٌ لقِلاعي
مِنْ أرضِ أقصانا المُوُهّجِ للقَرَى
نُرسي الشَّواطئَ موعِداً لصِراعي
يا دُرّةً في العينِ مالك تنزَوِي
خلفَ الجدارِ، فقدْ غدَا بذِراعي
دُرّ جديدٌ راحَ يُحيي سميَّهُ
مِن طعْنةِ الغدّارِ والطمَّاعِ
من أرضِ عمّان النديَّةِ يرتَقي
جمعُ المغاربِ منعَةُ لمراعي
راحوا يَرُدّون التحايَا للإخوة
ذرَفُوا الفُراتَ، ودمعُهُم أوداعِي
وتنابَهُ السُّوريّ ما بك يا أخي
أنتَ الرَّفيق، وأنا إليكَ لسَاعي
واللهِ إنْ خَبُثَ التّرابُ لعلّةٍ
من حلقِ صُهيونِ المجازرِ ناعِي
هيهَاتَ يا ابنَ الليبِ أنَّى نرتوي
ماءٌ زلالاً دونَ غوصِ القاعِ؟!
هذا ابنُ مصرَ كِنانةٍ في أرضِهِ
يُلقي الجوابَ محبَّةَ الإمتاعِ
وبجانبي ابنُ السّويْدِنِ لازمٌ
حامي الجنوبِ، مُناصفُ الأوجاعِ
يا ابنَ العُرُوبةِ قد تكاثَرَ كرْمَكُم
نِعمَ السَّعودِ بلُقْيةٍ ووداعِ
شرَّفْكُمُ الله الكريمُ بحرْمَةٍ
نعمَ المشرِّفُ والمشرَّفُ راعِ
والمسجدُ النبويُّ مقصدُ أمّتي
والمسجدُ المكيُّ خيرُ بقاعِ
هيَّا رجالَ العُرْبِ هُبُّوا فاكتُبُوا
عهدَ الوفاقِ بحبرةِ الإقناعِ