نشرت صحيفة الجزيرة في عددها رقم 14288 في 15-12-1432هـ تعريفاً بكتاب الدكتورة دلال بنت مخلد الحربي عن المرأة في نجد خلال الفترة من عام 1200هـ إلى عام 1351هـ. وتعليقاً عليه أقول: لقد عايشت وشاهدت عمل المرأة النجدية سواء في الحواضر أو في البوادي خلال الفترة من عام 1352هـ إلى عام 1390هـ، ففي الريف النجدي والقرية النجدية تعمل المرأة ليلاً ونهاراً بلا كلل ولا ملل، فيبدأ عملها الليلي المتكرر من قرب غروب الشمس بإعداد سراج الإضاءة أبو دنان أو الفنر بتنظيف الفتيلة والقزازة وملئه بالغاز وإشعاله، ثم حلب الأغنام والأبقار وإرضاع صغارها وتقديم العلف والنفيع لها، ثم إعداد قهوة المساء وتحضير عشاء العمال ثم خض الحليب لتحويله إلى لبن وإخراج الزبدة منه وتقديمه لأفراد الأسرة، وفي الثلث الأخير من الليل تقوم بإعداد العصيدة وقهوة الصباح وتحضير ماء الوضوء لجميع أفراد الأسرة وحلب الأغنام والأبقار وإرضاع صغارها، وفي الصباح تقوم بإحضار الماء من الآبار والركايا المخصصة لذلك، ثم تذهب للحقل للمساعدة والعمل وإعداد الطعام للعاملين، ثم تقوم بجمع بعض الحطب من المزرعة ونقله إلى البيت، وبعد الظهر تقوم بإعداد وجبة العشاء المكوّنة غالباً من الجريش أو المرقوق والمطازيز والقرصان والعصيدة.. هذه أعمال مستمرة في الليل وفي النهار، أما أعمالها المتفرّقة فهي تنظيف حبوب الحنطة من الشوائب وطحنها بالرحاء وهرس حبوب اللقيمى بالمنحاز وجرشه بالمجرشة وجلب الحطب من البرية وحش الأعشاب من البر ونقلها إلى مخازن البيوت وصنع الفرش والحصر والزبلان والمخارف والقفف والمناسف والمطاعم والمبارد من سعف النخيل وحصاد الحنطة وصرام النخيل وخياطة الملابس وترقيعها وغسلها والقيام بأعمال البيت وتربية الأطفال، أما أعمال المرأة اليدوية فهي كثيرة منها غزل ونسيج وخياطة بيوت الشعر، وكذلك الفرش والخروج والعباءات وإحضار الحطب ورعي الأغنام وحلبها وإرضاع صغارها وصنع الأقط والدهن وإعداد الطعام للأسرة والضيوف والقيام بأعمال البيت وتربية الأطفال.
هذه هي المرأة النجدية تعمل جنباً إلى جنب مع الرجل في الحقل وفي البرية.
محمد عبدالله الفوزان
محافظة الغاط