بعد الدورة التدريبية سيعود سامي الجابر وبيده صنعة جديدة، هي الصنعة الفنية التي هي أقرب لطبيعة سامي من الصنعة الإدارية التي يشوبها (تكلف) أرى وجوبه دون مبالغة؛ ليستطيع سامي الجابر النجاح في مهمته الإدارية وخاصة وأنه زامل بعض أفراد الفريق, لذا فإن ما يخشاه بعض محبي الهلال أن تؤثر هذه الصنعة الجديدة الممهورة بشهادة دولية على عمل سامي نفسه، فطبيعة البشر هي الميل لما يجيدون؛ وهذا ما يجعل بعضهم يخشى من تدخل سامي الجابر في عمل المدير الفني، بينما يرى بعضهم أن هذه التجربة لسامي ستجعله قادرًا في النجاح أكثر في عمله ما لم يتجاوز منطقته الإدارية، فالإداري الواعي -المتمثل بسامي- والمتخصص فنيًّا بخلاف خبرته الدولية الكبيرة في الملاعب ستجعله قادرًا على مناقشة المدرب في كل صغيرة وكبيرة لصالح الفريق، وهذا ما يظهر أن سمو رئيس النادي قد فطن له عند موافقته على تلك الدورة بخلاف حرصه على مصلحة سامي العامة التي يبدو أنها تأتي في أولويات سمو رئيس النادي.
وماذا بعد الخروج
أُقصي الفريق الاتحادي من دوري الأبطال بواسطة فريق (جنبوك) الذي برأيي حسم التأهل من مباراة الذهاب في جدة، ففريق الاتحاد ابتسم له الحظ كثيرًا في هذه البطولة وهو يقصي الفريق الأكثر تأهيلا لمواصلة المشوار، وأعني به فريق الهلال المرصع بنجومه الدوليين والمحترفين الأجانب، إلا أن حظه قد تخلى عنه في لقاءيه الأخيرين ليلقى مصيره وحيدًا بمستوى فني متهالك وتردٍّ إداري واضح، اتضح من خلال الطرد المبكر للاعبه هزازي ثم محاولته الاعتداء على حكم اللقاء لولا حكمة قائده محمد نور الذي طاله الاعتداء من اللاعب الذي يبدو أنه سيعيد سيرة أخيه غير الانضباطية!
ويخشى الاتحاديون أن يكون لهذا الإقصاء أثر على نتائج الفريق في الدوري المحلي، وهو المتوقع في ظل (شيخوخة) كروية لغالب نجومه، والأثر النفسي للخروج الآسيوي بعد أن كان بعض اللاعبين يمني نفسه بأن تكون الكأس الآسيوية هي آخر ارتباط مع الفريق ؛ ليخلف ذكرى رائعة وخاتمة حسنة مع الفريق، لذلك فإن تطور الأهلي والاتفاق وتفوق الشباب وقوة الهلال ؛ ستمثل للفريق الاتحادي وهو يحمل تلك الظروف على عاتقه عقبة كؤودًا لعودة الفريق الاتحادي للمنافسة على البطاقة الآسيوية للعام المقبل والمنافسة على الدوري المحلي، وإن كان الحديث عن ذلك مبكرًا إلا أنها تظل قراءات تصيب وتخطئ في ظل معطيات واضحة، فلا نظن أن إحلال عناصر شابة بفترة قياسية ستجعل الفريق يعود للمنافسة هذا بخلاف العامل النفسي الذي كان دائما وأبدًا هو أبرز عوامل تفوق الفريق الاتحادي والذي يحتاج إلى رجل مرحلة يستطيع تخليص اللاعبين من أعباء الخسارة وهو (من) يفتقده الاتحاديون!
زعيم نصف الأرض
لا أعلم إن كانت هذه التسمية صحيحة بعد أن تنازل الهلال عن عرشه الآسيوي لفرق شرق القارة، لأن مشكلة الألقاب لدينا عدم اعترافها بواقعنا، فتلتصق بصاحبها حتى لو أصبح فريقًا عاديا، فهذا النصر (عالمي) وهو لم يحقق بطولة منذ أكثر من عقد !
أعود إلى موضوعنا فزعيم نصف الأرض -تفاؤلاً- يبدو أنه يعاني من مشكلة واضحة وكبيرة هي مشكلة ضعف خط الظهر والأبرز في المشكلة أن هذا الخط لا يستفيد من أخطائه، مع ضعف التركيز المصاحب لأفراده، بخلاف الارتباك بين عناصره وكأنهم يشاركون معًا للمرة الأولى، فخط الظهر سيلغي تفوق خطي الوسط والهجوم وهو ما يجب أن يتنبه له المدير الفني للفريق خاصة بعد لقاء الفريق بالقادسية، ففي إصلاح هذا الخط سيجني الهلال الكثير ولن أبالغ لو قلت: إن الهلال سيحصد كل لقب سيشارك به مع هذه الكوكبة المتميزة من المحترفين المحليين والأجانب وعلى رأسها البطولة الآسيوية وهذا ما يأمله الجمهور في ظل إدارة واعية ومدير فني قدير.
آخر حتى
مبارك لهذه الأمة تعيين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وليًّا للعهد ونائبًا لرئيس مجلس الوزراء..