جدة - عبدالله الزهراني
أوصى الملتقى الأول للتراث العمراني والوطني بإنشاء مراكز بحثية متخصصة من خلال الجامعات السعودية في مجال التراث العمراني بمناطق المملكة تهدف إلى استخلاص معايير حديثة للعمران المعاصر تتوافق مع التراث العمراني ومع القيم والنواحي الاجتماعية والأخلاقية وتساعد في تنفيذ مشاريع التنمية العمرانية الحديثة على غرار مركز أبحاث البناء بالطين بجامعة الملك سعود ومركز تراث البحر الأحمر بجامعة الملك عبدالعزيز. ودعا الملتقى في اختتام فعالياته في جدة إلى توافق المشاريع العمرانية الحديثة مع مفاهيم التراث العمراني المحلي. وحث الملتقى في توصياته ملاك العقارات على التعاون مع الأمانات والبلديات وهيئة السياحة والآثار في مجال التراث العمراني. ودعا وزارة الشؤون البلدية والقروية لإنشاء وكالة للتراث العمراني لإدارة وتطوير التراث العمراني في القرى والمدن السعودية, واستمرار الوزارة في تبني إدراج مشاريع لإعادة وتطوير مواقع التراث العمراني والميزانيات التابعة لذلك.
وأوصى الملتقى بالتأكيد على أهمية وضرورة تشجيع قيام شركات متخصصة تعنى بمجال ترميم وتطوير التراث العمراني مشاركة مع البلديات. وحث الملتقى القطاعين العام والخاص لحماية مواقع التراث العمراني واستثمارها وتأكيد إيقاف إزالة المباني التراثية.
ودعت التوصيات إلى تحفيز شركاء التنمية والجمعيات الأهلية ليكون لهم دور فاعل في عمليات التراث العمراني. كما أوصى الملتقى في ختام فعالياته بعدد من التوصيات منها: تسريع برنامج تأهيل المقاولين تحت إشراف وزارة الشؤون البلدية والقروية والهيئة العامة للسياحة والاثار, وتفعيل برامج التراث العمراني للتعليم الجامعي, وتطوير آليات تمويل مشاريع التراث العمراني, وتطوير وسائل إدارة الأوقاف في مواقع التراث العمراني, وتطوير أنظمة المحافظة على التراث العمراني وترقيمه واستثماره, وتكثيف برامج تطور الكوادر المتخصصة في مجالات المحافظة وتطوير وتشغيل مواقع التراث العمراني, واستعجال إنجاز مشاريع التراث العمراني التي تتولاها الدولة أو تساهم في تطويرها مثل أواسط المدن والقرى التراثية والمباني المملوكة للدولة وتعزيز مسارات تمويلها لتكون متاحة للمواطنين والزوار في أقرب وقت ممكن, والتركيز على برامج التدريب للعمل في مواقع التراث العمراني للمواطنين, وتكثيف برامج تدريب وفرص العمل لتقديم الخدمات المساندة في السياحة والمناطق التي تقع فيها مواقع التراث العمراني المطورة, وتعزيز الشركات مع الجهات الحكومية ذات العلاقة لتكثيف مشاركتها في تطوير خدمات ومواقع التراث العمراني, وتطوير مسارات تطوير الخدمات الرديفة في مناطق التراث العمراني, وتعزيز موارد وتمويل مشاريع التراث العمراني, استمرار الهيئة العامة للسياحة والآثار في برنامج الزيارات الميدانية لمواقع التراث العمراني لمنسوبي البلديات والمحافظات والمستثمرين.
وكان صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة قد افتتح الملتقى الاثنين الماضي بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار وصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة. وشهد الملتقى الذي نظمته الهيئة العامة للسياحة والآثار بالتعاون مع أمانة محافظة جدة وجامعة الملك عبد العزيز أكثر من 14 جلسة وورشة عمل بمشاركة أكثر من 40 متحدثا محليا ودوليا من المتخصصين في التراث العمراني.