أعلم أخي القارئ أنك تبحث عن النقد لمؤسسة النقد كونها مؤسسة حكومية قد يعتريها من النقص ما يعم بعض الدوائر الحكومية من البيروقراطية والتراجع وقلة الأداء ، ولكن اسمح لي أن نفرح بهذه البقعة البيضاء في صفحات مؤسساتنا الحكومية.
لايخلو من النقد والنقص إلا من يجانب العمل ، ولكن كم هو رائع فعلاً أن نرى بين مؤسسات الدولة من يقترب إلى المهنية ويعمل باحترافية ، والأجمل أن نرى نتائجها تبحر بنا إلى بر الأمان بإذن الله سبحانه وتعالى.
فمؤسسة النقد تعمل بدون ضجيج ، تحمل على عاتقها ثرواتنا ومقدراتنا ، و من يعرف المؤسسة جيداً لا يملك إلا أن يقف ليرفع التحية لما يدور بأروقتها من تنظيم احترافي مبني على أسس عالمية بأمانة مهنية - ولا أزكي على الله أحدا- حتى حق لها أن تكون صمام الأمان لاقتصاد دولتنا الغالية... فبالرغم من انهيار البنوك العالمية وإفلاس بعض دول العالم التي كنا نراها رمزا يحتذا به .. تتميز دولتنا بمركز مالي مدعوم من إدارة مؤسسة النقد وذلك بضبط التكتيك المالي ضمن معاير سعودية ، إذ تعتبر مؤسسة النقد السعودي من أكفأ الإدارات الحكومية بدون منازع ، هذا ليس من وجهة نظري فحسب بل من المقيمين الدولين بتقريرهم الأخير الصادر من وكالة « ستاندارد آند بورز» والتي قيمت النظام المصرفي السعودي ضمن ثاني أفضل مجموعة بنكية في العالم .
ماشاء الله تبارك الله .. بعد كل هذا التميز ألا يستحقون منا أن يقف الكل ويشيد بهذا الإنجاز المفرح ، الذي حفظ بنوكنا وثرواتنا من التبخر كما حدث مع كثير من الدول أثناء الأزمة المالية عام 2008.
لقد كان كثير من المراقبين يرون المؤسسة متحفظة وليست اندفاعية! واليوم ظهرت الحكمة .. وليس هذا فقط مايمكن الإشادة به للمؤسسة النقد السعودي ، بل يكفينا رقابتها على البنوك التي تجاوزت كل الجهات الرقابية الحكومية ، ولم تتصدر بعض البنوك السعودية كثير من بنوك العالم وبالأخص الشرق الأوسط ألا بفضل الله ثم تعاون مؤسسة النقد السعودي ، فأين أعلامنا من هذا الصرح الرائد.
أعتقد أنه ليس هذا فحسب ما يمكن الإشادة به في عمل المؤسسة فهي تحمل مسئولياتٍ أخرى يضيق المجال بذكرها إلا أن الفرحة التي تعتري كل مواطنٍ أن يرى تلك النماذج الجميلة تظهر من فترةٍ لأخرى بين صفوف الفيلة النائمة لهو شعورٌ جميلٌ ورائع ليحل التشجيع مكان اللوم ، ولنتحول من التفكير بسلبية إلى التحفيز الإيجابي ورؤية إحسان المحسنين فلهم منا كل التقدير والاحترام وعند الله ( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان).
badr.alrajhi.office@gmail.comwww.badralrajhi.com