فاصلة:
(كل حقيقة عظيمة تجتاز ثلاث مراحل: الأولى: قول الناس أنها مخالفة لما جاء في الكتب السماوية.. والثانية: قولهم إنها قد كشفت من قبل.. والثالثة: إنهم كانوا دائماً يؤمنون بها)
«حكمة سويسرية»
مشهد امرأة سعودية تمتلك النضج والوعي الكافي على منصة رئيسية في ناد أدبي ومناسبة ثقافية بجوار مسؤولين بوزارة حكومية وبعض الجمهور يعترض على وجود المرأة لأنه تكشف عن وجهها هل هو مشهد ثقافي أم مشهد ذكوري؟.
فاذا أردنا أن نقرأ المشهد هل نقرأ وجود امرأة سعودية مثل الدكتورة سعاد المانع لها باع في الجانب الأكاديمي والأدبي تجلس المنصة الرئيسة بجوار وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشئون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان، والأستاذ عبدالله الكناني مدير عام الأندية الأدبية، وكيل وزارة الثقافة والإعلام لتقوم بوظيفة لها أهميتها في مسيرة الأندية الأدبية من خلال انتخابات تجرى للمرة الأولى.
أم نقرأ مجموعة من الرجال «المثقفين» يعترضون بصوت مسموع بشكل لا يفهم منه هل دور المثقف التنوير أم أجندة أخرى؟.. المشهد في قمة التناقض لا يمكن لنا تحليله دون قراءة تاريخ المجتمع وصورة المرأة فيه.
المسألة ليست ذكورية بحتة، فحتى النساء في مجتمعنا لديهن وجهة نظر مشروطة لتمكين المرأة.
في جامعة «وسمنستر» في بريطانيا بحثت البروفسور «نعومي صقر» في هذه النقطة وتحدثت عن أن مجتمعنا تقف المرأة في طريق العمل والتمكين فيه ما بين دعم الحكومة ورفض المجتمع.
والسؤال متى يدعم القرار الاجتماعي القرار السياسي؟.. وما هو أثر تأخر القرار الاجتماعي عن مواكبة التحرك السياسي؟.. وأيهما الأهم في دعم تمنية المجتمع؟.
حينما نتحدث عن تنمية المجتمع فإننا نعني مشاركة أفراده دون استثناء في عملية التنمية، ومسألة تصنيف الفرد حسب نوعه «الجندر» هي إشكالية المجتمعات النامية والتي باتت تحاول التخلص منه كأحد معوقات التنمية، بينما في مجتمعنا لا زلنا نتوقع من المرأة التي تعلمت وحصلت على أعلى الدرجات العلمية أن تظل هامشية في مجتمعها أو أن يحدد لها دور نمطي.
إن جيل الفتيات الشابات قادم لأجل أن تأخذ المرأة دورها الصحيح بدون أي مساس بالقيم الإسلامية.
لقد عملت الحكومة وفق رؤية مستقبلية لكن المجتمع ما زال متأخراً عن الركب حتى إشعار آخر.
nahedsb@hotmail.com