مَرَّ يوْمٌ على البلادِ عصِيْبُ
حِينَ غابَ عن العُيونِ الحبيبُ
مرَّ يومٌ مقطَّبٌ وعبُوسٌ
وعَلا وجهَ كُلِّ فردٍ شُحوبُ
يا تُرى ما الذي جَرى فأجَابُوا
غَابَ سُلْطانُ والغِيابُ صَعِيبُ
غابَ فَجْراً وكانَ سُلْطانُ فَجْراً
يسْتضيءُ بِه المكانُ الرحِيبُ
يا أبا خالدٍ: يُنادي أخُوهُ
وبَنوهُ لكنهُ لا يُجيبُ
وإذا أُنْزلَ القضاءُ فماذَا
يَصْنعُ الطبُّ يا تُرى والطبيبُ
رحِمَ الله باسِطَ الكفِّ لما
غابَ عنَّا وخَيْرهُ لا يغِيبُ
وجَزى الله باسِطَ الكفِّ خيراً
مَنْ بكتْهُ قبلَ العُيونِ القُلوبُ
وعليهِ بكى الحِجازُ ونجدٌ
والشَّمالُ وشرقُنا والجنوبُ
وعسى ربنا الكريمُ على مَا
قدَّمَ الراحِل الكبيرُ يُثيبُ
باسمُ الثغْرِ غابَ عنا وهذا
نايفُ الأمنِ والأمانِ قريبُ
وإذا غابَ سيدٌ قامَ مِنا
سيدٌ جيدٌ حكيمٌ لبيبُ
نحنُ في قومِنا إذا جَدَّ جِدٌّ
الشجاعُ وذُو الحِجى والخطيبُ
أيها النايفُ الذي فاز فوزاً
باختيارِ المليكِ أنتَ النجيبُ
ترقُبُ الأمنَ بُكرةً وعشياً
والإلهُ على الجميع رقِيبُ
وبدونِ الأمانِ والأمنِ يا مَنْ
تسْهرُ الليل عيشنا لا يَطِيبُ
نحنُ في نعمةٍ من اللهِ ربِّي
عِندنا الأمنُ والمكانُ الخصيبُ
ولَدينا مِنْ فضلِ ربِّي علينا
حرمٌ أمِنٌ إليهِ نؤوبُ
ونبي الهدى نُصلي عليْهِ
وبِهِ نقْتدِي فتُمحى الذُّنوبُ
ولنا الله وحْدهُ لا سِواهُ
في نوائبنا مَتى ما تَنُوبُ
***
كمْ تَحيرتُ ما الذي سأقُولُ
وجميعُ الشجونِ عني تنُوبُ
أأُهنِّي أحبتي أمْ أعزِّي؟
لستُ أدري فالأمرُ أمرٌ عجيبُ
وأخصُّ الوفيَّ بالاثنتَيْنِ
إنَّ سلمانَ حازِمٌ ودؤوبُ
يعملُ الليلَ والنهارَ بِجدٍّ
واجتهادٍ ورأيُهُ لا يخيبُ
حُبُّنا للجميع مُنذُ قديمٍ
ليسَ في حبِّنا أمورٌ تشُوبُ
نحمدُ الله مالكَ المُلكِ أنا
حينَ نُدعى إلى العُلا نسْتجيبُ
فلنا وطنٌ عزيزٌ علينا
يفتديهِ شبابنا والمشيبُ
ولنا مَلِكٌ كريمُ السجايا
كُلُّهُ نخوةٌ وعدلٌ وطيبُ
يا أبا مُتْعِبٍ سَلِمت لشعبٍ
لا تُساويهِ في الوفاءِ الشُّعوبُ
وخِتاماً على الرسولِ صلاةٌ
ما تَوالى شُرُوقُها والغُروبُ