تعتمد المدرسة الألمانية في الأداء على كفاءة اللاعب وقتاليته وروحه العالية والتزامه داخل الملعب أكثر من اعتمادها على الأداء الجماعي والانتشار والتكتيك الفني داخل الملعب.. حيث يحرص المدربون الألمان على أن يكون اللاعب داخل الملعب في أفضل حالة فنية وأن يكون ماكينة أداء متواصلة العمل حتى ينجح الفريق ويحقق الفوز وهذا هو حال فريق الهلال هذا الموسم.. حيث تتحكم حالة اللاعب الفنية داخل الملعب في طبيعة الأداء المقدم ومستوى الفريق وهذا يفسر التذبذب الفني النسبي في أداء الفريق من مباراة لأخرى ومن شوط لآخر.. ولذلك فستكون المسؤولية مضاعفة على لاعبي الفريق الهلالي في لقاء الخميس ليظهر الفريق بشكل جيد في المباراة من خلال تقديم جميع اللاعبين لمستوياتهم الفنية المعروفة وتقدير أهمية المباراة وإسعاد جماهيرهم فضلا عن كون اللقاءات التنافسية أصلا تحتاج لأن يكون اللاعب في مستوى الحدث والمناسبة لأن الأضواء مركزها كليا على المباراة والتركيز يكون عالياً والجماهير تأمل في فوز صريح على المنافس.. وهذا لا يمكن الجزم به قبل انطلاق المباراة ومعرفة حالة اللاعبين الفنية وأداءهم داخل أرض الملعب.. في حين يعتمد فريق النصر على الروح العالية والرغبة الكبيرة في الفوز على الهلال ما يجعل اللاعبين يقدمون دائماً أقصى ما لديهم أمام المنافس.. فلقاء الهلال بمثابة الفرصة الكبيرة لمصالحة جماهيرهم والعودة مجدداً للواجهة وتحسين الأوضاع على سلم الدوري.
)) فنياً بالتأكيد فإن الهلال أفضل كثيراً من منافسه ولديه كل أدوات النجاح والفوز لكن ذلك لن يتحقق إلا عندما تكون حالة اللاعبين الفنية جيدة جداً، وفي هذا الجانب تابعنا جميع الفرق في الجولة الماضية باستثناء الاتفاق وهي دون المستوى.. حيث لم تظهر غالبية الفرق بعد التوقف الطويل بما هو متوقع واتضح أنها تحتاج للوقت حتى تعود لرتم المباريات والدخول في الأجواء التنافسية.. وشخصياً أتوقع أن تكون المباراة أقل من المستوى وأن تتأثر كثيراً أولاً بفترة التوقف الطويلة وثانياً بالشد النفسي مع التأكيد على أن الهلال يملك كل أدوات الفوز قبل اللقاء غير أن تأكيد ذلك سيكون من خلال الملعب والأداء الذي يقدمه اللاعبون وبالتأكيد فإن النصر لن يكون ضيف شرف في المباراة وسيلعب مباراة الموسم في ظل التذبذب الحاصل في أدائه خلال المباريات الماضية.. وتابعنا كيف عاد النصر ليقدم مستوى جيدا أمام الشباب بعد أن فرضت ظروف اللقاء ذلك.. وهو بلاشك يمتلك كل المؤهلات ليقدم مباراة جيدة خصوصاً مع قدرة الفريق على التسجيل في أي لقاء، فلديه معدل تسجيل جيد وهذا مهم جداً في المباريات الكبيرة فقدرة الفريق على التسجيل تجعله خطيراً في أي مباراة بغض النظر عن الفوز أو الخسارة.
إذاً المباراة مرشحة لتكون مثيرة أكثر منها عالية المستوى في ظل مستوى الفريقين الحالي والإثارة بحد ذاتها ستمنحها متابعة قوية وتتيح التنافس بين اللاعبين لإظهار قدراتهم أكثر من المدربين الذين لن يكون أمامهما وقت طويل لعمل الكثير بعد المباراة والأخيرة لكليهما.
على أي حال الهلال يلعب للمنافسة على اللقب كعادته وهذه نقطة إيجابية للفريق الساعي نحو الصدارة، بينما الضغوط أخف على النصر ما يجعله يقدم مباراة جميلة بالنظر لموقعه على سلم الترتيب وتبقى الفروقات الفردية للاعبين هي كلمة الحسم في اللقاء وهي في الهلال أكبر وأكثر تنوعاً بينما تذكر في عنصر أو عنصرين في النصر ما يجعل مسألة تحجيمها والتقليل من خطورتها أكثر سهولة ما لم ترتكب أخطاء فادحة من المدافعين كما حدث في بعض المباريات الزرقاء.. كل الأمنيات للفريقين بتقديم لقاء جيد كما هو المأمول.
لمسات
- فقدان الكرة السعودية لنصف مقعد في دوري أبطال آسيا القادم بسبب الحضور الجماهيري الضعيف يؤكد ما قلناه ونقوله دائما عن أهمية تنظيم المباريات بشكل جيد وعدم لعب مباريات قوية في وقت واحد وعدم الاهتمام بالتسهيلات التي تقدم للجماهير لحضور المباريات وتنظيم اللقاءات بشكل جيد، فالمسألة إدارة أكثر منها فنية.
***
- فترة انتقالات اللاعبين الشتوية القادمة قد تشهد انتقالات مدوية في بعض الأندية، تكون حديث الصحافة الرياضي، فالمبالغة في العقود وعدم قدرة الأندية على تأمين متطلباتها ستكون مؤثرة، وخصوصاً في أندية الوسط، ولاشك أن التوجه لدى لجنة الاحتراف لإلغاء مقدم العقود للاعبين المحترفين سيكون قراراً تصحيحياً للكرة السعودية.
***
- أتمنى أن لا تكرر لجنة الحكام أخطاءها السابقة بتكليف الحكم الدولي خليل جلال بلقاء القمة القادم بين الهلال والنصر.. فكل اللقاءات التي قادها جلال سابقاً للفريقين لم تخلُ من الأخطاء المؤثرة.
***
- دخول الجماهير لأرض الملعب خلال المباريات يحتاج لقرارات أمنية صارمة، فبعيداً عن فشل المنظمين في حفظ النظام فإنه يعد فوضى جماهيرية تحتاج لقرارات صارمة تجاه المتجاوزين والعابثين بسلامة المباريات.
***
- أحد أهم أسباب ضعف أداء المنتخب السعودي هو أن معظم لاعبيه ليسوا هم المؤثرين في أداء فرقهم بل إن الأجانب هم الأكثر تأثيراً بعددهم الكبير (4) لاعبين ولذلك فالأولى مشاركة ثلاثة لاعبين فقط محلياً والسماح بالمشاركة بالأربعة خارجياً على أن يكون الثالث احتياطياً في المسابقات المحلية.