فئة قليلة من الخارجين على النظام حسبت أنها ستحدث شرخاً في جدار الوطن الشامخ، بغت واعتدت وتطاولت وتعدت، رفعوا شعارات تؤكد انتماء وولاء لفئة ما عرف عنها على مر التاريخ إلا العمل على تفرقة كلمة الأمة والسعي نحو تشتيت الشعوب.
هؤلاء يعانون من أمية مفرطة لكونهم لم يقرؤوا تاريخ هذا الوطن، هذا الوطن الذي ما عرف عنه إلا أنه صفاً واحداً مع قيادته، حسبوا أن ما يكتب هنا أو هناك من مطالبات ومقترحات أنها بداية انفراط عقد الولاء!
وما علموا أن هذا من منطلق حرصنا جميعاً على بقاء هذا الكيان كما كان قوياً متراصاً، ولعلمنا بحرص قيادتنا على سماع صوتنا، هذا الصوت الذي يمثل المجتمع، يمثل رجالنا ونساءنا، يمثل كل طبقات المجتمع.
يا من في قلوبهم مرض.. هذا الوطن جدار منيع، بل حصن حصين لا يمكن لشرار الخلق أن يحدثوا به شرخاً فصدورنا دونه عصية.
في قراءة لتاريخ هؤلاء القوم ما يؤكد أنهم دومـاً يسعون في الأرض فســـاداً وأنهم دوماً يتحينــــون الفرصة للانقضاض على كياناتها السياسية لمصلحة مرجعياتهم التي تسيرهم دون وعي منهم، وكثيــراً ما انكشفت هذه الخطط وقضي عليها في مهدها.
إننا في المملكة العربية السعودية عندما نقف مع قادتنا وندافع عن قيادتنا فإن ذلك من منطلق شرعي بحت، حيث أمرنا ديننا الحنيف بذلك وقال أحد أئمتنا (لو علمت لي دعوة مستجابة لصرفتها للسلطان) في تأكيد على أهمية وقوف الناس مع قيادتهم ونصحهم والدعاء لهم.
لقد أثبت شعب هذه البلاد أنهم شعب متميز في تعاطيه مع الأحداث، وأن كل ما يقال في سبيل إثارة الشعب على القيادة تكون نتيجته بحمد الله عكسية في صالح الوطن والأمة جمعاً.
إننا في المملكة العربية السعودية لا نعيش لأنفسنا وإنما نعيش لهذه الأمة جمعاً، أمة محمد صلى الله عليه وسلم، ولذا قال لي أحد الأصدقاء العرب يوماً، والله لو حصل أي اعتداء على المملكة لكنت أول الواقفين في صفوف المدافعين عنها.
وهذا بالطبع يقوله كل مسلم يعي ماذا يعني أمن واستقرار هذه البلاد لكل المسلمين.
لقد سررنا كثيراً ببيان وزارة الداخلية الذي جاء صريحاً واضحاً واضعاً النقاط على الحروف، من كان ولاؤه لله ثم لهذا الوطن فأهلاً ومن كان ولاؤه لمرجعيات وجهات خارجية فلا أهلاً به ولا سهلا، هذا هو مضمون البيان الذي لم يدع مجالاً لقائل أن يقول.
حمى الله الوطن وحمى قيادته مدافعة عن أرضه وخادمة لمقدساته، وأدام علينا هذه الوحدة وهذه الألفة تحت راية التوحيد.
والله المستعان
almajd858@hotmail.com