قد يشمل الإدمان الذكور، والإناث.. وبقدر ما تنطوي تلك الحالات على الكثير من المأساة، إلا أن إدمان الفتيات قضية تؤرق النفوس، وتكوي القلوب، فأصبحن -مع الأسف- ضحايا للنزوات الشيطانية. وهي -بلا شك- مشكلة واقعية موجودة في المجتمع، لا يحسن تجاهلها، أو الإعراض عنها. ومتى ما تقبل المجتمع فكرة إدمان الفتاة، أمكن معالجتها، حتى لا تقع رهينة المخدرات.
لا يفيد مجتمعنا أن ننفي وجود نساء مدمنات للمخدرات، وإن كانت بنسب قليلة لا تمثل ظاهرة، إلا أنه من الضروري، التأكيد على تزايد معدلات إقبال الفتيات على تعاطي المخدرات. وقد كشفت إحصائيات جديدة صادرة عن مستشفيات الأمل في عدد من مناطق المملكة -قبل أيام-، أن نسبة مدمنات المخدرات ارتفعت إلى 20 في المائة، عنه في الأعوام الماضية، ووصلت في العام الحالي إلى «320» حالة، جرى علاج «290» حالة منها، فيما بقيت «30» حالة تحت العلاج. وأبانت التقارير الإحصائية، أن النسبة العظمى من الحالات دون الـ»15»، وبلغت هذه الشريحة 30 في المائة من مجموع الحالات، بينما بلغت 20 في المائة للحالات التي فوق 20 عاماً. وهذه الإحصائية، تدل على أن مشكلة المخدرات من الآفات الخطيرة، التي تهدد مستقبل أولادنا من الجنسين، وتسلبهم عقولهم، بل وأعز ما يملكون.
ظاهرة إدمان الفتاة، تبرز في المقام الأول حجم المشاكل الاجتماعية التي نعيشها، واختلال الدور المناط بالأسرة، ومن ذلك: الضغوط النفسية، وممارسة العنف ضد المرأة، والفراغ العاطفي لديها، ومنحها الحرية المطلقة دون ضوابط، -إضافة- إلى التفكك الأسري، وانصراف اهتمام الأبوين إلى أهداف أخرى غير تربية الأولاد. وهي أسباب لها آثارها السلبية على سلوكيات الفتاة، والذي يجعلها في نهاية المطاف، أن تلجأ إلى مرحلة الإدمان؛ من أجل الهروب من الواقع الذي تعيش فيه.
تقديم الخدمات العلاجية لهذه الشريحة -مطلب مهم-، ولعل أبرزها: العلاج النفسي، ومن ذلك ربطها بالله -جلّ وعلا-، والتقرّب إليه بأنواع الطاعات. مع عدم إغفال باقي أنواع العلاجات الأخرى، حتى نجعل الفتاة واثقة بالله، ثم بنفسها، وتصبح فاعلة امرأة فاعلة في المجتمع، بعد أن نساعدها على العودة إلى الاندماج بالحياة العملية الصحيحة، وهو ما يجعلنا نقطع شوطاً كبيراً في الوصول لأهدافنا.
بقي أن أقول: إن التوعية المستمرة من قبل الإعلام المرئي، وتوعية المجتمعات بالأضرار الناتجة عن تعاطي المخدرات، واستثمار أوقات الفراغ -مراقبة وتوجيها-، وغرس القيم الإسلامية، وعدم إهمال البرامج الموجهة لهن -من خلال- البرامج الوقائية، والتوعوية، ستعرف أفراد المجتمع -بجنسيه- بأضرار المخدرات، وما تؤدي إليه من أمراض خطيرة، وكيفية الوقاية منها، وسبل العلاج.
drsasq@gmail.com