في ظرف أسبوع واحد وقعت حادثتان مؤلمتان هزتا ضمير المجتمع في المملكة العربية السعودية وشعر الجميع بالحزن والأسى على الضحايا ممن مات منهن والمصابات اللاتي يرقدن على أسرة في المستشفيات.
ونعرف أن الحادثتين هما قضاء وقدر وأن ما وقع هو قدر لا يمكن رده، ولكن من منطلق بشريتنا نناقش مثل هذه الأمور لنبحث عن الأسباب وهي ليست جديدة بل لو رجعنا إلى الوراء فسنجد حوادث كثيرة وقعت، سواء حوادث الحريق أو حوادث الطرقات، وكُتب في مثل هذه الموضوعات الكثير.. أما السؤال الذي يطرح نفسه فهو:
هل يمكن الحد من مثل هذه الحوادث؟ وهل يمكن معالجة المسببات بالطرق العلمية؟ والجواب في اعتقادي أن ذلك بالإمكان.
ففيما يخص المدارس ابتداء من رياض الأطفال وحتى المرحلة الثانوية فإن الواجب يتطلب الاهتمام بإقامة المباني التي تتوافر فيها الشروط المهنية والفنية وعلى رأسها توفير مخارج الطوارئ، وعدم وضع ما يعيق سبل الإنقاذ من مثل إحاطة الشبابيك بالقضبان الحديدية، والعناية بتوفير سبل الإطفاء أو الإنقاذ بشكل عام داخل المدرسة، وكذلك سبل الاتصال بالجهات الإنقاذية.
ثم تأتي بعد ذلك مهمة تلقى على عاتق الإدارات المدرسية وهي تدريب الطلاب على كيفية مواجهة مثل هذه الأزمات دون أن نضع في أذهاننا أن وقوعها غير ممكن، فالحريق قد يقع في أي لحظة بسبب التماس كهربائي أو خطأ فني أو ما شابه، ومن ثم فإن تدريب الطلاب على كيفية الهروب في حالة حدوث كارثة ما أمر ضروري وملزم.
أما ما يتعلق بحادثة الطالبات في جامعة حائل فإن ما وقع في السابق من تكرار حوادث السيارات يستدعي النظر في أمر الطرقات بين المدن ونوعية المركبات التي تستخدم وتوقيع العقوبات الصارمة بالمستخفين بأنظمة المرور وعلى رأس ذلك تحديد السرعة وعدم التجاوز.
ما ذكرته لا يمكن أن يكون إلا بالتنسيق على مستوى عال بين الجهات ذات العلاقة مثل وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي ووزارة النقل وإدارات الدفاع والمرور وكل من له علاقة.
وفي كل الأحوال عزائي إلى أهالي المتوفيات أسأل الله لهن الرحمة والمغفرة ولأسرهن العزاء والسلوان وللمصابات الشفاء العاجل.