|
متابعة - سجى علاقي
سيطر حريق مدرسة براعم الوطن للبنات بجدة على حوارات المعلمات والطالبات بمدراس تعليم جازان بمختلف مراحلها الدراسية, ولقد شهدت الحوارات تعاطفاً كبيراً مع الضحايا.
وفي كل مدرسة للبنات بجازان كان سؤال واحد يطوف من مدرسة إلى أخرى.. هل هناك خطط للطوارئ في مدارس البنات؟.. ولو حصل حريق هل سيتكرر نفس السيناريو كما حدث بحريق مدرسة براعم الوطن؟.
وسط هذه التساؤلات التي تكشف مخاوف معلمات وطالبات جازان «الجزيرة» رصدت تلك المخاوف.
في البداية أكدت مديرة أحدى المدارس ع.ح قائلة: بصراحة المدارس المستأجرة لا تتوفر فيها مستلزمات الأمن والسلامة وهذه المباني غير مجهزة للعملية التعليمية وأن تواجد أكثر من 500 طالبة في مبانٍ مستأجرة هاجس يخيف كل مديرة مدرسة خاصة.. إن خطط الطوارئ والتجارب الفرضية لا تنفذ إلا في بعض المدارس وهذا هو سبب جهل المعلمات والطالبات بآلية التصرف عند حدوث أي حريق بالمدرسة، مما ينتج عنه عواقب وخيمة. والمؤسف أن تكون خطط الطوارئ مجرد حبر على ورق.
وأضافت المعلمة نورة ق.ع قائلة: إنه للأسف كل مخارج الطوارئ في مدارس البنات مغلقة بالسلاسل والأقفال، والمفاتيح توجد في خزانة داخل غرفة مديرة المدرسة، وعند حدوث حريق تكون هذه الأبواب مغلقة، لذلك لا قيمة حقيقة لمخارج الطوارئ في أغلب مدارس البنات بجازان.
الطالبة حنان محمد، أكدت أنها الآن تدرس في المرحلة الثانوية وطيلة دراستها في مختلف المراحل الدراسية لم تسمع بأيّ خطة للطوارئ، لذلك لا توجد ثقافة عند الطالبات في التعامل مع الحوادث الطارئة داخل المدارس. وبسبب عدم وجود برامج توعوية تنفذ بمدارسنا دائماً تكون حوادث الحريق بمدارس البنات كارثة يذهب ضحيتها الأبرياء.
وكشفت الطالبة أمل محمد، أن أغلب المدارس المستأجرة النوافذ مغلقة من الخارج بسياج حديدي ومن الداخل لا تفتح، وهذا تهديد صريح لحياة الطالبات، فنحن نسمع عن الجولات التفقدية لكن لا يوجد أي عوامل للأمن والسلامة بأغلب المدارس، حتى وجود طفايات الحريق كعدمها، لأنه لا توجد أيّ معلمة أو طالبة تمتلك الخبرة أو مدربة على استخدام طفاية الحريق، صحيح هناك خطط افتراضية ودورات توعوية لكن ليس في كل المدارس.
إحدى المعلمات أكدت أن الخطورة في أغلب مدارس البنات أثناء الحريق لا تتعلق فقط بآلية إخلاء المبنى، بل هناك أمر آخر هو أن أغلب مديرات المدارس والمعلمات من خارج محافظة المدرسة، فلو حدث حريق فإن بلاغ إدارة المدرسة للدفاع المدني لا قيمة له، لأنه لا تستطيع أغلب المعلمات وصف مقر المدرسة أو اسم الشارع وفي حوادث الحريق كل ثانية مهمة.