سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة الأستاذ خالد المالك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد اطلعت على الكاريكاتير المنشور في جريدتكم الغراء في عددها ذي الرقم 14294 الصادر يوم الخميس الموافق 21 من ذي الحجة لعام 1432هـ والممهور بتوقيع الماضي، حيث تطرق الرسم الكاريكاتوري المذكور لقضية ما زالت تؤرّق الوطن وتقض مضاجع المواطنين وهي تفضيل الأيدي العاملة الأجنبية على الوطنية حتى وإن كانت الأيدي الوطنية تفوق في مؤهلاتها الأيدي الوافدة وحتى وإن كان راتب الأجنبي الشهري يعادل راتب الوطني لمدة عامين - لمن أراد أن يكون دقيقاً - فقد كان راتب السيد «أنطوني» كما ورد في الكاريكاتير 50000 ريال من دون البدلات بينما كان المعقب «السعودي» يبدو في صورة رثة وجسم هزيل يقف أمام السيد «أنطوني» متسائلاً حول ما إذا كان مرتاحاً في الشركة أم لا ليجيبه بالرضا رغم قلة الحوافز - كما يراها هو - فهل يعقل أن يكون الوافد القادم إلينا بتأشيرة عمل يتقاضى لدينا راتباً لا يحلم حتى بواحد بالمئة منه في بلده ثم يتذمر شاكياً بينما المواطن السعودي يمنح مبلغ 500 ريال مع بقائه في بيته للتحايل على السعودة؟ وهل من المنطقي أن تدار شركاتنا بكوادر أجنبية بينما خريجو جامعاتنا يعلّقون مؤهلاتهم في صدور مجالسهم؟ وهل يعقل أن شبابنا الذين يبتعثون خارج البلاد يبهرون العالم باكتشافاتهم واختراعاتهم بينما هم غير قادرين على ملء المواقع القيادية وغير القيادية في الشركات؟
إن على وزارة العمل مسؤولية كبيرة وأمانة عظيمة تجاه أبناء الوطن ولعل ذلك يبدأ بسن أنظمة وقوانين صارمة للحد من عملية «تطفيش» المواطن السعودي واستقطاب الأيدي العاملة الأجنبية وتحديد حد أدنى لراتبه لا يقل عن ثلاثة آلاف ريال خاصة على الشركات الكبيرة والمصانع والبنوك وأظن ذلك سيقضي على ظاهرة أخرى هي التستر التجاري الذي تعاني منه بلادنا من خلال تحويلات بمليارات الريالات سنوياً خارج البلاد، فلتكن وزارة العمل وكما هو الأمل بها متيقظة لها قبل أن تندم ولاة ساعة مندم.
أكرر إعجابي بفكرة الكاريكاتير وبجريدتنا الغراء التي تلامس هموم الوطن أينما كان.
والله يتولى الصالحين.
عارف بن حامد العضيب