هذا المساء سأقتص من نفسي؛ فقد تجرأت دون قصد أن أحلم
عن طيب خاطر دونما فضل مني سألغي لوني الأخضر الشاحب
سأدفن الحديقة التي زرعتها ليلة البارحة بـ(الزنجبيل)
ما كان لمن مثلي أن يحلم بالإخضرار
كانت النظرات مريبة ليلة البارحة للون الأسود الـ(متمترس) خلف البياض
وأشفق على المتاهات التي تساقطت ألوانها حين منتصف الليل
أمشي الهوينا أو سعيت فكلها إلى حتفي
قوس قزح انعكاس كاذب لألوان تختبئ بين أشعة الشمس، والسحاب الذي ألقى ماءه
الوقت يفعل ذلك فـ البارحة صارت من التاريخ ومن حاضري.
... والتاريخ يكذب أحيانا بأيدينا
لا نجيد الرسم بالألوان لكننا نجيد الطلاء بالأسود ونتشح به ونكتب يومياتنا بتفاصيله
ونغلف به حلوى عزائنا
ليلة البارحة عن سبق وترصد كتبت بلون أحببته منذ طفولتي
وكتبت العبارة التي أرددها كل يوم.. صخرة المصير
يا خاطرة المتاهات قفي عند باب الحديقة
وامسحي دموع الأحلام الثكلى كل ليلة
هذا الصباح سأعود أدراجي إلى علبة الألوان التي عشقتها صغيراً
اقتصوا من أنفسكم حين يلوح بكم السواد.
m.alqahtani@al-jazirah.com.sa