سعادة رئيس تحرير الجزيرة الأستاذ خالد المالك حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تابعت في (الجزيرة) الأخبار الحزينة التي نُشرت عن الحادث الأليم لطالبات حائل وتعقيباً على ذلك أقول:
نامت أطراف ووسط حائل مساء يوم الأحد الموافق 24-12-1432هـ على أحزان متراكمة، كدرت الجميع من أبناء وبنات منطقة حائل إثر الحادث الأليم، الذي راح ضحيته 12 طالبة ورجلان. فتيات في مقتبل العمر والحلم، رحمهن الله رحمة واسعة، وأدخلهن الجنة. مَنْ المسؤول عن ذلك؟ هل هو غموض الطريق؟ أم غفلة السائقين؟ لماذا الحزن (يثقب) فرحناً كثيراً؟ ولماذا الحظ دائماً هو (الموت) الشنيع؟ نفقد أرواحاً بريئة، الحزن يخيم على قلوبنا، ويدخل منازلنا دون استئذان (فجأة)، كم أم وأب طالهما البكاء والدهشة، والصدمة، حيال الحوادث الشنيعة والمسؤول عن الطرق وعن السلامة وعن التعليم وعن السيارات (غافل). نعجز عن وصف الألم وتتعطل لغة الكلام، لكن هناك سؤالاً مباحاً: لماذا كل ساعة ميت وأربعة مصابين كإحصائية قديمة ومتجددة نتيجة حوادثنا الكوارثية؟ والسؤال الأهم: هل مات الوعي.. وهرب الضمير؟.. في شوارعنا استفزاز لن ينتهي، مرة شارع (متهرئ)، ومرة أخرى سيارة مسرعة بجنون، وثالثة سيارات لا تصلح للقيادة، وأضيف رابعة أين المرور؟ هل ستطول أحزاننا غداً وبعد غد.. ونتلحف بطانية (الموت) أقصد الحوادث وننتظرها كل لحظة، ونتوسد الخوف ونتوقع وبارتباك المفاجآت من أربع اتجاهات تحدنا ألما؟.. باختصار حذر (الطرق، التعليم، المنزل، المدرسة) عليها جميعاً عتب كبير، هل وفرتم وسائل السلامة؟ هل غرستم الوعي المروري بكل حرفنة؟ أم نؤجل ذلك حتى فاجعة أخرى مثل فاجعة مدارس جدة؟.. سؤال لنصف المجتمع: هل هناك حزن أكثر مما حصل؟ أشك في ذلك؛ فأعلى مراتب الحزن هو فقدان إنسان يحلم، (فالأسباب) التي شرعها الخالق سبحانه وتعالى فيها عبرة للأحياء.
من هم أبطال الموت الحزين؟ هل هم الشباب وسرعة القيادة أم الغفلة بالطريق؟.. نقاط دم تنزف وتتدحرج في الشوارع كما تتدحرج الكرة في الملاعب للأسف، هذا هو الوقع الصعب.. اللهم ارحم الأموات واشف المصابين يا رب العالمين.
فهد إبراهيم الحماد حائل