القاص خيري عبدالجواد يقول في إحدى قصص مجموعته «حارة علي أبو حمد»: كم من الوقت مر عليه وهو منطرح على الأرض، لا يدري وحين عاد لوعيه كان النهار يضيء الأفق، أدرك ذلك من صهد الشمس فوق وجهه، أمسك بالسياج وشد جسده حتى وقف على قديمه.
قال: مهما يكن فلن يقيموا الصلاة قبل أن أؤذن ولابد أنهم ينتظرون الآن، قرأ الشهادتين بصوت خافت ثم كبر بصوته الذي تعود الجميع سماعه، وبدا صوته متهدجاً متعباً حين قال: الصلاة خير من النوم وتحشرج ولم يعد سموعاً لأحد وهو يقول: الله أكبر.. الله أكبر.
والصلاة التي أقيمت منذ فترة قد انتهت، وبدأت جموع المصلين تخرج من المسجد وتتجمع أسفل المئذنة، ولمحوا المؤذن يقف على أعلى المئذنة ويضع يده حول أذنه لكن أحداً لم يسمع صوته، وأحس المؤذن بسكين يشق صدره لحظة انتهائه وانتفض جسده وهو يحاول استنشاق بعض الهواء.