|
بالأمس القريب أصدر قائدنا وباني نهضتنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود مجموعة أوامر ملكية سامية.. تناقلتها وسائل الإعلام المختلفة، من محلية وخليجية وعربية وإسلامية وأجنبية، عبر الصحف الورقية والإلكترونية والإذاعة والتلفزة، حيث تهدف هذه الأوامر الملكية إلى رفع مصلحة الوطن والمواطن معاً.
فاختيار هؤلاء الرجال الأفذاذ أصحاب ثروة من التجارب والخبرات الطويلة والممارسة الفعلية في المناصب القيادية المهمة، قد أثروا الوطن بأعمالهم وأخلصوا لشعبهم وتفانوا في رفعة وطنهم، سواء كانت أمنية أو عسكرية أو اجتماعية أو سياسية.. تدل دلالة واضحة على دقة الرؤية الثاقبة البعيدة المدى التي يتمتع بها قائدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود. فالكفاءات الوطنية التي حازت على الثقة الملكية بإسناد هذه المناصب وهذه المسؤوليات الجسام إليها، هي التي تعتبر الأساس في تطوير البنى التحتية وما بعدها.
وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود، أحد هؤلاء الرجال الأفذاذ وأحد الرموز الثاقبة، فقد بذل سموه جهوداً جبارة في منصبه السابق كأمير لمنطقة الرياض منذ عام 1374هـ الموافق 1955م حتى عام 1432هـ الموافق 2011م، وقدم الشيء الكثير والكثير، وشهدت مدينة الرياض تحولاً وتطوراً كبيراً وواسعاً في كافة المجالات وفي شتى الميادين، حتى أصبحت هذه المدينة التي تقع في وسط نجد، تضاهي من سبقتها في التطوُّر الحضاري والاقتصادي والعمراني، وغير ذلك من المجالات الأخرى، حيث يعتبر الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود من أولئك الرجال الذين يملكون سجلاً حافلاً بالعطاء والبناء والتطوير والتأسيس والتخطيط المتزن.
هذا المقال المتواضع.. أكتبه من القلب وأملاه الواجب عليَّ ورحب به العقل، وسطره القلب تساعده الجوارح وتمليه العواطف والأحاسيس والمشاعر الفياضة، تجاه هذه الشخصية العملاقة المتألقة في كافة المجالات. إنه مدرسة بكل معانيها، فإنّ من يسبر أغوار شخصيته،÷ سيجد صورة مشرقة بطبائعها وخصائصها، إنها شخصية تستحق الثناء والتأمُّل والمتابعة والدقة، شخصية تمتاز بهيبتها ومكانتها وعزّتها، راجح العقل ذو رزانة عالية واتزان، حكيم قوي الحجة والبرهان صادق القول والعمل، بعيد كل البعد عن الكبر والتعالي، متواضع يكره الضعف والهوان والابتذال، واسع الأفق سريع البديهة صائب الرأي عميق الفهم، يكره التسرع في الرأي، حكيم في القول والفعل فصيح اللسان، متفائل في هذه الحياة صابر محتسب شديد الحياء، جاد في القول حازم في العمل حريص كل الحرص على إتقانه وإنجازه، يعمل بجد وعزم ليلاً ونهاراً بدون ملل ولا كلل، يعمل بصمت، حريص على نفع الناس وخدمتهم والإصلاح بينهم، يشارك أبناء الشعب أفراحهم وأتراحهم.. مجلسه يجمع بين الجد والحكمة والهيبة والعلم والمتعة والفائدة، فكلما ازداد الحب زاد الود والعطاء والتضحية والتفاني، وعم الرخاء في أرجاء بلادنا المترامية الأطراف، فهذه المشاريع العملاقة التنموية تتواصل عطاءاتها في كل مكان، وجسور الإخاء يتواصل بناؤها في أرجاء المعمورة، ونبع المعرفة يتدفق معيناً صافياً من بين أرجائها، حيث تعيش البلاد من كافة أطرافها في ملحمة قوية يسودها الشعور بالولاء وبالانتماء والراحة والطمأنينة بين القائد والرعية وبين الحاكم والمحكوم، الذي يعبّر عن متانة العلاقة الأزلية منذ مؤسِّس هذا الكيان العظيم جلالة المغفور له بإذن الله تعالى الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيّب الله ثراه - إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - الذي زرع في نفوس أبناء هذا الشعب، مبادئ التلاحم والتكاتف والالتفاف حول القيادة الحكيمة، إلى جانب طرق الإصلاح والتطوير والتجديد والبناء والإبداع والاستقرار والأمن والسلام، ومد جسور التواصل وغرس أواصر عرى المحبة والمودة والتعاون فيما بينهم ومع الآخرين، أصبحنا بعد توفيق الله وجهوده المخلصة، نحقق المزيد والمزيد من الإنجازات والنجاحات الشيء الكثير، فهذه الأمور سالفة الذكر تزيد من تماسك الوحدة الوطنية ولحمتها، حيث زادته الأيام عمقاً راسخاً وتمكينً قوياً في شتى الأمور. الوطن يزهو فخراً واعتزازاً، وتملأ الفرحة والسعادة والسرور والبهجة كافة أبناء هذا الشعب بتعيين الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود وزيراً للدفاع خلفاً للراحل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود - رحمه الله -، فإنّ سموه يمثل اختياراً موفقاً من قِبل قائد الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، حتى تواصل هذه الشخصية الفذة عطاءها في منصب آخر.