كانت لفتة وفائية أخاذة من أهلنا بمملكة البحرين في أول مبادرة خليجية لتكريم ابن المملكة كما هو ابن الخليج، سمو الأمير سلطان بن عبدالعزيز عليه رحمة الله.
لكم تخضّبت بالارتياح وأنا أتلقى وأستجيب لدعوة كريمة من معالي الشيخ الوفي راشد بن عبدالله بن حمد آل خليفة للمشاركة في ((الندوة التكريمية)): ((مواقف ومآثر للأمير سلطان)) والذي تابع وبذل جهده ووقته وفاء منه ومن البحرين لسمو الأمير سلطان -رحمه الله- وقد عهد إلى تنظيمها والإعداد لها إلى نادي المراسلين الصحفيين بالبحرين بتنسيق وجهد الأستاذ جمال الياقوت.
لقد سعدت عندما شاركت في أمسية الوفاء مع أحبة من الكويت والبحرين، وحضرها حشد كبير من أبناء ومثقفي البحرين ومن السعوديين هناك، تقدمهم سمو الأمير سلمان بن سلطان، ابن الراحل الغالي الذي ناب عن أخيه سمو الأمير خالد بن سلطان وبقية إخوته لحضور تظاهرة الحب لوالدهم، وقد ألقى سموه كلمة مؤثرة عن والده بمضمونها وأسلوبها ولغتها، كما حضرها عدد كبير من أمراء ومشايخ ومثقفي ومثقفات البحرين، فضلا عن عدد من السعوديين والسعوديات الذين جاؤوا للمشاركة في مناسبة الوفاء للراحل بالبحرين، وكان على رأس حضور السعوديين المقيمين بالبحرين سعادة السفير السعودي المثقف د/ عبدالمحسن المارك الذي شارك بكلمة ضافية.
لقد رأيت إجماعاً من المتحدثين والمداخلين والحضور على محبة وتثمين أعمال الأمير سلطان - رحمه الله - سواء على المستوى السعودي أو الخليجي أو العربي أو الإسلامي أو الدولي، فضلاً عن عطاءاته في الفضاء الإنساني، حيث إن ((المفردة الإنسانية)) بما فيها من رحمة وبذل وتسامح هي هويته -رحمه الله.
***
بقي أن أقول: إن هذه الزيارة السريعة للبحرين الشقيقة أرتني كيف تعيش ((مملكة البحرين)) هادئة آمنة في ظل تنمية شاملة، وقد تقبلت الحكومة ممثلة بملكها الشيخ حمد تقرير لجنة تقصى الحقائق بل إن الملك حمد رحب به بكل شفافية وصدق وعزم على تنفيذ ما يخص الحكومة من استخدام القوة ومحاسبة من أخطأ , كما وجدت أن قرار اللجنة لقي ارتياحا من عدد من الذين التقيتهم من أبناء البحرين, وقبل ذلك وبعده لمست ولاء أهل البحرين لجزيرتهم؛ فقد أدركوا أن أمنهم وتنمية وطنهم يجيء بانصرافهم إلى نماء وطنهم وأمنه ووحدته واستمرار منظومة الإصلاح، واستخدام الحوار كأنجح سبيل لتحقيق الطموحات والمطالب.
لقد كانت البحرين من أوائل دول الخليج التي بدأت فيها بواكير الانطلاق الاقتصادي والثقافي والتنموي، وستظل البحرين - بحول الله - أحد لآلئ الخليج العربي الآمن المتطور بإذن الله.
آخر الجداول
على شرفة الفندق الذي يطل على زرقة الخليج تذكرت د/ غازي القصيبي -رحمه الله- كانت بين يدي قصيدة المرحوم د/ غازي القصيبي.
((أغنية حب للبحرين))، وهو -رحمه الله- ابن للسعودية كما ابن البحرين لا فرق بينهما - كما قال في قصيدة ((الجسر)).
هذه القصيدة قالها د/ غازي بعد غياب عن البحرين، وهو الذي عاش على ضفاف خليجها وبين ((منامتها)) و((محرقها)) طفولته وصباه وبعض شبابه.. أدعكم مع مقطع من أبياتها العذبة بالشوق والشجية بالذكرى!.
((بحرين هذا أوان الوصل فانسكبي
عليَّ بحرين من درٍّ ومن رُطب
حملتُ وجهك في روحي.. وطرتُ به
على المحيطات عبر البرق والسّحب
أتذكرين اسمها ؟.. لو قلته انهمرت
على القصيدة أمطارٌ من الذهب
ضربتُ في الأرض.. حتى ملّ مضطربي
وطفت في البحر.. حتى ضج منقلبي
وعدت طيراً جريحاً في ابتسامته
ما يملأ الكون من أشجان مغترب
وهل يعود إذا عدنا له زمنٌ
من البراءة.. منقوشٌ على الحٍقب))
hamad.alkadi@hotmail.comفاكس: 4565576