كتب - محمد عبدالرحمن

إذا أردت أن تُصبح شخصية عامة فما عليك سوى أن تحوِّل صدرك إلى مكانٍ فسيح يتسع لكل شيء، وتعلم جيداً أنك لن تُرضي الجميع، وستكون حتماً معرضاً في أي وقت لنقدٍ يمر عليك من هنا أو هناك، فقط كن مستعداً لهذا الشيء واقرأ الواقع جيداً.

الزميل علي العلياني مستعد لهذا الشيء منذ أول ظهور له على شاشة التلفزيون وهو يعي ذلك تماماً، ويعلم جيداً أن النقد قد يحتمل متناقضين أحدهما سلبي والآخر إيجابي، لكنه يتعامل مع الاحتمالين على قاعدة «حسن النوايا».

علي العلياني ذو عود قوي اليوم، وخبرة واسعة ويقف على أرضية صلبة مكوناتها الثقافة والثقة بالنفس ومتزوداً بصلاحيات أعطيت له أو لنقل انتزعها (لأن الصلاحيات تؤخذ ولا تُعطى) فأحسن استغلالها لسبب بسيط وهو أن كلتا عينيه منصبتين على الخلل وقلبه ذهب بقوته إلى (المواطن).

أن تقف في وجه الجميع من أجل قضية تهم الناس فهذا قمة التألق والحكمة وإثبات أن رجلاً مناسباً جاء في مكان مناسب، ليس الغرض من النقد أن تناصب الآخرين العداء، لكن مطلبنا دوما قل للمحسن أحسنت.

وإن قلنا يوماً بأن ظهور علي في الإذاعة والتلفاز يومياً ظهراً ومساء فقد كنا نعتقد (خطأ) بأنه اقتراب خطير من نار (الاستهلاك) لكنه أثبت لنا أن مشروعه يسير في مسربه الصحيح لا يحيد عنه، لكنه في المقابل لم يناكفنا بل لاذ بالصمت ليثبت وجهة نظره، وراقبناه عن بعد وقرب فكان له ما أراد وأردنا، وبالمناسبة فإن علي العلياني يقدم برنامجاً تلفزيونياً يومياً على قناة روتانا خليجية تعرفونه جيداً واسمه «ياهلا» وله برنامج إذاعي على قناة روتانا السعودية يذاع ظهر كل يوم عنوانه (أكثر من كلام)، وكلا البرنامجين مباشرين.

لا يمكن لنا في هذه العجالة سوى رسم نياشين فخرٍ لواحد من أبرز الإعلاميين السعوديين الذين أثبتوا أنهم منارة على شواطئ الإعلام مثله مثل آخرين جعلوا للإعلام السعودي نكهة أخرى.

سلامٌ على مثل هؤلاء الممتلئين خوفاً على وطنهم، وسلام على رؤيتهم التي عصفت بالمتخاذلين، وسلام ألف مرة على من كان جلّ تفكيره وطن خالٍ من الشوائب والأخطاء، وسلام كل مرة على علي العلياني.