تزوجت فتاة وهي بنت التاسعة عشرة، وهي تحلم كأي فتاة بالعيش الهنيء والزوج السعيد، مرت الأيام والشهور والسنون على حياتها الزوجية الرتيبة وبمرور الأيام لاحظت تكرار سهره خارج البيت، وأنه يأتي برائحة كريهة، وهي تعلم أنه غير مدخن في فترة زواجهم الأولى، شكت في أمره أنه يدخن، صارحته وواجهته ولكن واجهها بالإنكار وأنه يجالس زملاءه فقط وهم من يدخنون.
أصبح يكثر من الخروج من المنزل تلاحظ وجود علب السجائر في كل مكان، اكتشفت أنه يدخن واعترف لها بأنه يدخن، تضايقت تلك المرأة كثيراً وأصبحت تقنعه بتركه لكنه لم يستجب، ومن هنا بدأت الطامة.
ذهب في يوم من الأيام إلى أحد أصدقائه في إحدى الاستراحات، وفي آخر الجلسة أتى أحد من أصدقائه بقطعة من الحشيش وأخذ يلفها أمامهم، المصيبة أن من معه بدا لهم كأن الأمر عادي بحجة أن صديقهم يفعلها دائماً، عرضوا عليه تجربتها ولكنه رفض أصروا على ذلك بحجة أنها لا تفعل شيئاً، ومحاولة تلو الأخرى إلى أن تعاطاها، تغيرت نظرته لزوجته، أصبح يشك فيها في كل صغيرة وكبيرة. واجحظت عيناه، اصفرت أسنانه، أصبح يعاني صداعا مزمنا وذهب للمستشفيات ولكن لا فائدة، فهذه الحشيشة تسببت له في صداع لا يكاد ينفك منه، وفي تلك الفترة كانت زوجته حاملا وأنجبت طفله، عانت الزوجة كثيرا من عدم اهتمامه بها، ولكثرة شرائه للحشيش قل راتبه ولم يصبح لهم دخل يكفيهم، وكثر خروجه من البيت وسهره المتأخر وأصبح يذهب لأصدقاء السوء ليدخن تلك الحشيشة الملعونة التي دمرت بيته وأسرته، عانت زوجته كثيراً في مصاريف البيت وأصبحت تطلب من والدها وهي تستحي ولكن ما بيدها حيلة، وذات يوم لاحظت وجود قطع غريبة وهي تغسل ثوبه وملابسه!! لها رائحة كريهة، صدمت، وذهلت مما رأت فأخذت القطعة وأخبرت والدها بذلك، وحين واجهه والدها بأنه يتعاطى أنكر ذلك، لم يكن لدى زوجها أب على قيد الحياة فهو الابن الوحيد لتلك العائلة بوجود أخته التي تأوي مع أمهم المقعدة فهو قاطع أمه وأخته منذ فترة طويلة ولا يسأل عنهما، أصبح أشبه بالمختل عقلياً يضرب زوجته ويهينها ويشك فيها ويوبخ ابنته لا يكاد أن يهتم بهم أبدا، تضجرت زوجته من هذا التعامل القاسي وطلبت الطلاق أكثر من مرة ولكنه يرفض، أجبرت والدها على التدخل مرة أخرى لكي يطلقها منه، ولكن الزوج المدمن استغل ضعف موقفهم وطلب منهم مبلغا من المال لكي يطلقها فاستجاب الوالد لرغبته حفاظاً على ابنته من الضرب والإهانة وطلقها.
واستمر في تعاطي تلك الحشيشة، إلى أن أصبح لا يكاد يدفع إيجار السكن، فأخرجه صاحب المبنى من الشقة بحجة أنه لا يدفع المال، فأصبح يقترض المال من هذا وذاك ولاحقته الديون في كل مكان، حتى فصل من وظيفته، وأصبح يتنقل من بيت صديق لبيت صديق آخر، وضجر منه أصدقاؤه حيث أصبح يثير حولهم الشبهات، وأصبح لا يملك من المال شيئا، لا مسكن ولا مال ولا وظيفة ولا زوجة ولا أهل!!
تزاول عقله شيئاً فشيئاً إلى أن أصبح يتنقل في الشوارع وينام على الأرصفة لا مسكن ولا مأوى يذهب إليه!!