|
منذ تأسيس الجمعية الوطنية للمتقاعدين في شوال 1426هـ, وإشهارها في ربيع الثاني 1429هـ، وهي تنعم برعاية رئيسها الفخري صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود. ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الذي لولا دعمه الذي لا يعرف حدوداً لما نشأت هذه الجمعية ولا شبت عن الطوق، وصارت بحمد الله كياناً يعبر عن طموحات المتقاعدين وآمالهم، إن الرعاية الكريمة التي أسبغها ولي العهد على الجمعية قد هيأت لها مكانة مرموقة بما لسموه حفظه الله من إنجازات محلية ودولية.
وإذا كانت الجمعية الوطنية للمتقاعدين قد تأسست لتضم المتقاعدين من مدنيين وعسكريين وتسعى إلى رفع مستوى الثقافة والوعي والمعرفة بشئونهم، وقدراتهم، وتنظيم هذه القدرات والاستفادة منها لما فيه رفعة الوطن وازدهاره وتقدمه، عن طريق التأكيد على ما قدموه قبل تقاعدهم، والعمل على استثمار خبراتهم، وما أن حددت الجمعية أهدافها كان لتوجيهات ولي العهد الأمين حفظه الله وإرشاداته الدور البارز في وضع هذه الأهداف موضع التنفيذ.
ولم تكن رئاسة سموه الكريم للجمعية رئاسة فخرية بل تتجلى في دعمه المستمر واهتمامه المتواصل بكل ما يتعلق بالجمعية منذ تأسيسها، ومتابعة كافة الإجراءات والخطط التطويرية ومن ذلك حرص سموه على تقديم أنشطة وفعاليات تساعد في استثمار أوقات المتقاعدين لأنهم إذا كانوا قد تقاعدوا عن العمل الحكومي فإن مسئوليتهم تجاه وطنهم لا يجب أن تتوقف ولا تنقطع بل هي مستمرة مدى الحياة، كما حض سموه كافة الجهات الحكومية ذات الصلة على دعم المتقاعدين بما يليق بما قدموه من خدمات لوطنهم قبل تقاعدهم، وضرورة إشراكهم في الدراسات الاستشارية، ومجالات التدريب والإشراف.
كما تناول اهتمام سموه الكريمة بالمتقاعدين وقضاياهم توجيهه الكريم بعمل وقف للجمعية، والعمل على إصدار قرار بإعفاء المتقاعدين من رسوم الخدمات الحكومية العامة، ومنحهم تسهيلات ائتمانية من البنوك.
وبذلك فقد كان ولي العهد حفظه الله أول من بادر بدعم المتقاعدين وتكريمهم والوفاء لهم وتابع انطلاقة جمعيتهم منذ نشأتها وشرفهم بقبول رئاستها الفخرية، وموافقته الكريمة على إطلاق اسمه على مشاريع المراكز الوطنية الخاصة بالجمعية والتي تهدف إلى تقديم أفضل الخدمات لهم، ولقد رعى حفظه الله إشهار جمعية المتقاعدين في الثالث عشر من ربيع الأول 1429هـ الموافق التاسع عشر من إبريل 2008م، ومما جاء في كلمة سموه خلال الحفل: (أحيي جميع الذين خدموا الوطن وخدموا الدولة والمجتمع بكل جدارة وإتقان وإخلاص ولذا استحقوا أن يحظوا جميعاً بكريم الرعاية ومزيد الاهتمام من لدن حكومة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- ورعاه تقديرا لما بذلوه من جهود مخلصة في خدمة الوطن وفي إطار الرعاية والاهتمام الذي يحظى بها كل مواطن من القيادة الرشيدة في هذه البلاد، والمتقاعدون كانوا قبل الجمعية وبعدها ولا يزالون محط اهتمام - حكومة خادم الحرمين الشريفين في كل ما يصلح شؤونهم).
ومن كلمات سموه المضيئة في دعم المتقاعدين: (خدمة الوطن أمر مستمر، والمتقاعدون عموماً يشكلون شريحة كبيرة في المجتمع، وكل الأمور التي تريدها الجمعية لمن يمثلها من هؤلاء المتقاعدين ستتحقق إن شاء الله.. خدمة الوطن ليس منها أو فيها تقاعد فهي خدمة مستمرة ما دام الإنسان قادرا على أن يؤدي أي خدمة مهما صغرت).
كل هذه المواقف الرائعة من ولي العهد حفظه الله جعلت منه نصيراً للمتقاعدين.
وفي السابع عشر من ذي القعدة 1430هـ - الخامس عشر من نوفمبر 2009م قدمت خطابا عن حال الجمعية خلال أربعة سنوات من إنشائها أمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وبحضور ولي العهد حفظهما الله، ومما جاء في الخطاب ويؤكد دعم ولي العهد للجمعية:
(أن كل متقاعد لابد أن يقل دخله الشهري بعد التقاعد مادام معتمداً على المعاش وفي نفس الوقت تزداد مصروفاته بقدر سنه واحتياجه إلى الأدوية والعناية الصحية وغير ذلك من الأمور التي تترتب خصوصاً على سلبيات الجلوس مع الأسرة في المنزل دون الحصول على عمل يشغل الفراغ ويأتي برافد من الدخل المالي يضاف إلى راتب المعاش، وبناء على هذه النظرة حدد المجلس مطالبه في أحد عشر نقطة تم رفعها إلى المقام السامي من قبل الرئيس الفخري للجمعية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز-حفظه الله- إن حفل إشهار الجمعية الذي تفضل برعاية وتشريف صاحب السمو الملكي الرئيس الفخري للجمعية، وحفل الإشهار كان بداية الانطلاقة نحو البناء المؤسسي الذي يقوم على النظام وعلى اللوائح التنظيمية التي تحكم دائرة العمل وعلاقات التواصل مع مركز الجمعية وفروعها التي بلغت 13 فرعاً).
(*) أستاذ آثار الجزيرة العربية وتاريخها - الرئيس الأول لملجس إدارة الجمعية الوطنية للمتقاعدين