كتب - علي الصحن

تؤكد هيئة دوري المحترفين السعودي وعلى لسان رئيسها التنفيذي محمد النويصر، أنّ أرقام الحضور الجماهيري «المتدنية» لمواجهات الموسم الماضي، هي السبب في فقدان السعودية لنصف مقعد في دوري أبطال آسيا.. وتذهب الهيئة إلى أبعد من ذلك لتقول: غير أرقام الحضور الجماهيري، لا توجد أي أسباب أخرى. وفيما يبدو لي من هذه التأكيدات أنّ الهيئة الموقرة تريد أن ترمي الكرة في مرمى الأندية، أما «هي» فلم تخطئ.. ولم تقصر.. فالأندية لم تتعاقد مثلاً مع لاعبين جيدين.. ولم تنجح في تسويق تذاكر مبارياتها.. ولم تستطع أن تخلق أدوات جذب كافية للجماهير.. فغابت الأخيرة وضاع نصف المقعد.

>> هنا سأصدق أنّ غياب الجماهير هو السبب الأول و»الوحيد».. ولكن هل من المنطق أن تكون الأندية هي السبب في ذلك، وهل تريد الهيئة الموقرة وضع المزيد من الأعباء على كاهل الأندية.. وهي المرهقة أصلاً من جملة الأعباء الملقاة على عاتقها؟؟ ولماذا لا تقول الهيئة إنها أحد أسباب غياب الجماهير عن المدرجات.. هل تريد التنصُّل من مسئولياتها؟؟

>> ثمة أسئلة.. ماذا وضعت الهيئة من أجل جذب الجماهير للملاعب؟؟

- أين البوابات الإلكترونية التي تحدثت عنها الهيئة كثيراً ولم نشاهدها حتى الآن؟؟

- هل صرفت الهيئة كامل حقوق الأندية واللاعبين من كافة المداخيل والموارد المالية المعتمدة؟؟

- هل لدى الهيئة القناعة التامة بوضع وحال الخدمات المساندة في معظم الملاعب السعودية مثل «دورات المياه - نقاط بيع المأكولات والمشروبات - أماكن أداء الصلاة»؟؟

- هل لدى الهيئة وغيرها من المنظمين القناعة بآلية دخول الجماهير الرياضية الحالية للملاعب؟؟

- هل الأندية مثلاً هي المسئولة عن وضع برنامج المباريات.. «مباريات وسط الأسبوع - مباريات نهاية الأسبوع» وعدم ثبات البرنامج على أيام محددة كما يحدث في الدوريات المتقدمة؟؟

- هل وضعت الهيئة محفزات كافية ومناسبة تجذب الجماهير لحضور المباريات؟؟

- هل لدى الهيئة قناعة كاملة ببعض الملاعب التي تقام عليها مباريات الدوري السعودي.. والمدرجات التابعة لهذه الملاعب من ناحية المساحة والشكل وطريقة الجلوس؟؟

-- إنّ على الهيئة ومسئولي الهيئة أن تكون لديهم الشجاعة الكافية للاعتراف بكافة الأخطاء في حال وجودها والعمل على إيجاد الحلول الكافية لها.. «نعم سنصدق أنّ الحضور الجماهيري هو السبب.. ولكن لماذا غابت الجماهير أصلاً».. أما الهروب من المواجهة وعدم الشفافية في الطرح فلن يكون له قيمة.. وكما خسرنا هذه المرة نصف مقعد، قد نخسر في المرات المقبلة مقعداً كاملاً أو مقعدين.. إذا لم تعمل الهيئة على إيجاد كافة التدابير لحل الإشكاليات التي كانت خلف فقدان نصف المقعد.. وإذا أرادت الهيئة من الأندية التعاقد مع لاعبين ومدربين جاذبين للجماهير، فلتعمل على زيادة الدعم المقدم لهذه الأندية، ولترفع من مستوى العمل من أجل رفع مستوى الاستثمار وزيادة الرعاة في الدوري السعودي.

>> إنّ العمل الذي قامت به الهيئة خلال الفترة السابقة «جيد» لكن بعد الجيد «جيد جداً» ثم ممتاز.. وهناك خطوات عدة يجب أن تقوم بها الهيئة حتى تصل إلى المستوى الذي يرضي الجميع ويسهم في تطوير المنافسات السعودية.. لا بد أن يشاهد الجميع العمل والوعود على أرض الواقع.. وأن لا يكون كل شيء على رأس الأندية.. والأندية فقط.